لعينيكِ

محمد عبد الكريم يوسف
2025 / 5 / 26

لعينيك…
نزفتُ الحروفَ على ورقِ الليلِ
وسكبتُ من القلبِ صمتَ القصيدةْ

لعينيك…
أهيمُ كطفلٍ على ظلِّ نجمٍ
يغازلُ نورَ الخديعةِ البعيدةْ

هما وطنانِ على كتفِ الوقتِ
وفيهِمْا اشتدَّ وجدي وزادتْ شريدةْ

تقولانِ كلَّ الذي لا يُقالُ
وتفتحانِ المدى كلَّ حينٍ
كأنّي بعينيْ نبيٍّ شهيدةْ

لعينيك…
أسافرُ في البحرِ دونَ مجاديفِ
أقرأُ سريَّ في كلِّ موجهْ
وأرجو ارتطامي بعينِ الحقيقةْ

لعينيك…
أُصلّي...
كأنّي وصلتُ الطهارةَ بعدَ التيهْ
فنامتْ يدُ القلبِ فوقَ الجبينْ

لعينيك…
تغنّي السنابلُ إن مرَّ طيفُهما
ويذوي الحنينُ على صدريَ المُتعبْ
كأنّي خُلقتُ لأبصرَ فيهِمْا
شفاءَ الزمانِ إذا مسَّهُ العطبُ

هما طلعتانِ من الفجرِ
فيهما يُفتّقُ صبحُ الخيالِ
وترحلُ عنّي خرائطُ وجعي،
وتحملني الأمنياتُ إلى نُصُبِ

أيا دفء عينيْكِ، هل تعرفينَ
بأنّي غريقُكِ منذ الحكايةْ؟
وأنّ الحروفَ التي لا أقولُ
تظلُّ تُرتِّلُ في داخلي آيةً خاسرةْ؟

لعينيكِ…
أضعتُ الجهاتَ جميعًا
وصرتُ أُسافرُ فيكِ إليكِ
كأنّي الطريقُ… وكأنّكِ راحلتي الوحيدةْ

أُحدّثُ ظلي عن اللونِ فيها،
عن السحرِ يسكنُ بين الجفونْ
عن الجُملِ الضائعةْ في اقتباسِ العيونْ
عن وشوشةِ الضوءِ
حينَ تقولينَ صمتًا، وأفهمُهُ لغةً سرمديّةْ

لعينيكِ…
هنا تستكينُ الحروبُ
ويصمتُ بينَ الضلوعِ السلاحْ
فلا أنتِ نارٌ
ولا أنتِ ماءٌ
ولكنكِ الحالتانِ معًا… باختصارِ الجراحْ

لعينيكِ…
أُقيمُ طقوسي
وأكسرُ أجرانَ هذا الهوى الجامدِ
ثمّ أعودُ إليكِ كمن عادَ حيًّا
من الموتِ
لكنْ بقلبٍ مُجاهدِ

فإنّ سؤالي هو:
من أيِّ وردٍ خُلقتِ؟
وفي أيِّ نورٍ خُلقتِ؟
وفي أيِّ سرٍّ سماويِّ روحٍ سُقيتِ؟

لعينيكِ…
أكتبُ دمعي،
وأُشعلُ ليلَ القصيدةِ بالنارِ والنورِ
أكسرُ قيدي وأمشي إليكِ
كأنّي…
كأنّي رسولُ الهوى لا الأخيرْ… بل الأوّلْ

لعينيكِ…
أُعيدُ ارتكابَ البدايةْ
كأنّي طفلٌ تاهَ عن اسمهِ
فوجدَ الهويةَ في طرفها

وأمضي…
وفي راحتيها مفاتيحُ روحي
وفي صمتِها عزفُ ألفِ الحكايةْ

وإن سَكتَتْ…
تحدّثتِ الأرضُ عن سرّها
وقالتْ: هنا كان معنى النجاةْ
وهنا…
سقطتْ كلُّ أسوارِ خوفي

لعينيكِ…
أُسلّمُ عمري
فإن لم يكن لي بعينيها وطنْ
فلستُ أُريدُ من العمرِ غيرَ التمنّي…
ولا من القصيدةِ غيرَ السكنْ

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي