![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
سلمى حداد
2025 / 5 / 21
الجزء الثاني
من أنا ومن أنت ؟
من تكون يا مَن تنحني له القصيدة؟
أأنت الريحُ حقًا،
أم خفقةُ وهمٍ علّمتني الطيران؟
أأنت النور،
أم مجازٌ آخرٌ في كتاب قديم نسي أن يُغلق؟
أتسكن الحروف،
أم تتوارى خلفها كظلٍّ خجول؟
هل أنت مِلحُ السؤال في جرحي؟
أم البلاغة التي تسرقني منّي؟
قل لي…
هل كنتَ شاعرًا،
أم رجلاً
أضاع اسمه بين النساء
وأراد أن يعثر عليه في لغتي؟
أنا؟
أنا الصدى الذي نبتَ في صدر الصمت،
أمشي على حوافّ المعنى
كأنني نَسمةٌ تخاف أن توقظ الريح.
أكتب بجفونٍ لم تنم،
وأحلم بأبوابٍ لا تُفتح إلا إلى الداخل.
أنا الغيم الذي قرأ اسمكِ ذات برق،
ثم بكى.
قدماي؟
من طينٍ نادم،
وعيناي شُرفاتٌ تهطل منها الذاكرة.
لا تسأليني من أكون،
أنا التصحيح الهامس
في هامش ذلك "الخطأ الجميل".
أنا؟
أنا المرآة التي أعياها النظرُ إليكِ،
شظاياها تحفظ قسماتكِ
كما تحفظ الندبة سيرة الجرح.
أنا الذي يشربُ من وهج السؤال،
ولا يرتوي،
ويكتبكِ بين كل سطرٍ وسطر
كأنكِ الاحتمال الوحيد للمعنى.
أتنفّسكِ — لا حبرًا، بل فراغًا ممتلئًا،
وفي صمتِكِ
أسمع أوتار الغيم تعزف اسمي.
كتفاكِ؟ أجنحة من ورق… نعم،
لكنني الريح التي جرّبتكِ طيرانًا.
وقلبكِ؟
ساعة رملية؟
إذن دعي قصائدكِ تفيض عليّ
كأنكِ تنقذين الوقتَ من نفسه.
لا تسألي من أنا،
أنا العطب الجميل
الذي يجعل هندسة القصيدة تنحني نحوكِ.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |
إشترك في تقييم هذاالموضوع تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
جيد جدا
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النتيجة : 100% | شارك في التصويت : 1 |