![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
سعد محمد مهدي غلام
2025 / 5 / 20
"لا هاجس يبحث بي عن صدى
ولا غد يحلم لي بالخلود
والليل ان مر ولم ينته
لن يسأل الشك .. ترى هل تعود ؟"
"بلند الحيدري"
المشهدُ الأوّل: احتراقُ الجسد
ظَمْآنُ لَهَبِ الأَفْرَانِ،
وَفَرْ لَهَاتِهِ:
لِسَانُ لُهَاثٍ.
اِرْتَحقَ وَجِيفُ الرَّصيفِ،
ارْتِعَاشةُ قَوارِيرِ العِطْرِ
عَطَسَتْها نَهَشاتٌ...
صَفَحاتُ صَدى الإِسْفلْتِ
الوَلْهانِ بِمَخْلُوقِ الطِّينِ.
بَاحَ كَرْنفالُ غَابةٍ:
تَنْحلُّ ضُمُورًا،
أَجْدَاثٌ آدَمِيَّةٌ،
كُلَّمَا احْتَسَتْ صَهَارَةَ البُرْكَانِ.
والرِّيحُ،
لو مرّتْ كنَفْسِ الغَزالِ،
تُدانُ،
تُكوى بصوتِ الصَّدى!
تَهمِسُ في جَيدِ نَخلةٍ،
فتُرمى بجُرمِ التَّهْويمِ،
وادِّعاءِ النَّدى!
والحَرفُ،
ذاكَ السَّجينُ بأهدابِنا،
يَنسكِبُ كالضِّياءِ
الذي لا يُرَى،
إذا نَطَقَ باسمِ هذا التّرابِ،
قِيلَ: "فِتنةٌ"،
واستُدْعِيَتْ
في مَواسمِهِ التُّهَما!
المشهدُ الثّاني: المدينةُ–الغابة، الكرنفالُ المُميت
مَشْهَدٌ مُرِيعٌ:
قَيْءُ الأَصِيلِ،
رَسَمَتْهُ نَبَضَاتُ جَانِ الغَلَيَانِ.
وَجْهُهُ لَيْلٌ،
بِضَراوةٍ... تَضْطرِمُ الأَلْوَانُ:
عَبُوسًا،
نَاصِعَ لَهْفةِ النَّزَقِ،
يَكْتُمُ نَزْفَ الأَنْفَاسِ المَخْلُوعَةِ،
يَكْتنِفُ الأَحْشَاءَ،
لِيَرْقُصَ المَارْجِيُّ
عَلَى هَوَى إِيقَاعِ
اِنْدِلَاقِ الأَرْوَاحِ المُذْعُورَةِ...
وَهِيَ تَذُوبُ،
مُتَعَلِّقَةً بِأَذْيَالِهَا:
أَقْرَاطًا،
يَئِزُّ عَتْمَةً،
عَبَّأَهَا تَنْوِيطُ مَارْشِ الإِفْطَارِ،
يُؤَدِّيهِ نَادِلُ مَائِدَةِ المِنْطَقَةِ الخَضْرَاءِ،
لِتَشْبَعَ جُيُوبُ خَلَاخِلِ الجَشَعِ،
ضَمَائِرُ الأَشْبَاحِ هُنَاكَ.
مَن قالَ: "لا"؟
سُلِبَ البَدءُ منهُ،
وأُحرِقَ في مَحرَقِ العُرفِ،
وشُنِقَ معنىً حَنوْنٌ
كقلبِ الثَّمَرْ!
والسَّنابِلُ،
إنْ ذَرَفَتْ رُطَبَ الصّبْحِ،
جاؤوها بالقَيْدِ،
وبالطَّاعةِ المُسْتَقيلَهْ،
خنقوا رِئةَ النَّشيدِ الذي لم يُقَلْ،
ونفَوا صوتَهُ
في المقابرِ كالقَصيدهْ!
المشهدُ الثّالث: سؤالُ الوجود، نداءُ الخراب
أَنِيَابٌ مُتَوَحِّشَةٌ تَثْقُبُ
مَسَارِيقَ زَرْقَاءَ،
لِيَعْرُجَ زَعِيقُ الجُدْرَانِ الخُرْسَاءِ
الأَسْوَدُ...
أَيْنَ كُنْتَ؟
أَنَّى أَنْتَ الآنَ؟
أَقْرَاطُ المَجْهُولِ
تَهُزُّ خَصْرَهَا: حَفِيفُ أَفْعُوَانٍ،
يَفْغَرُ فَاهًا،
أَدْرَدَ،
مُتَهَدِّلَ الشِّفَاهِ،
مَوْضِعَ عِفَّةِ مُومِسٍ عَتِيقَةٍ.
رُضَابُهُ مُتَسَامٍ،
يَلُوكُ وَجْدَ الغَسَقِ،
بِشَهِيقٍ وَزَفِيرٍ مَعْطُوبَيْنِ.
وَجْهُهُ قَفَاهُ،
بِنْطَالُهُ رَمَادٌ،
هَيْكَلُهُ دُخَانٌ...
المشهدُ الرّابع: انفجارُ الزمن، انهيارُ البرج
حَلَّ...
لِتَلِجَ فَاجِعَةُ عَقَارِبِ السَّاعَةِ،
نَزْوَةٌ يُوَرِّثُنَا إِيَّاهَا:
أَيْقُونَةٌ،
تَمِيمَةٌ،
تِذْكَارٌ.
كُلُّ الَّذينَ تَخطّوْا تُرابَ المَدى،
تَحتَ نُزولِ الشُّموعِ، وتَعبِ السَّفرْ،
أُريدَ لهم أن يُقيموا بلا ظِلٍّ،
أن يُنسَجوا في خُيوطِ الحَذَرْ!
نُبوءةُ السُّكُون حين يُشنقُ الظلّ
[مرثيّة المعنى في زمن القمع]
اِبْتَلَعَ الوَقْتُ.
آبَ إِلَى بُرْجِهِ الإِلَهِيِّ،
مَخْدَعِ شَخِيرِ الانْتِظَارِ،
الانْقِضَاضِ القَابِلِ...
كُلُّ الجِهاتِ تُعاكِسُ نُهوضَ الخُطى،
والنّهرُ يُسقِطُ أنفاسَهُ
في الجِرارِ العقيمهْ!
والصَّادقُ النَّبْتُ،
إنْ صاحَ:
"أنا نَجْمةٌ في الهَشيمِ!"
تَبَخَّرَ
في هَزَّةٍ مُنْهَزِمَهْ!
والجِذرُ،
إنْ مَدَّ كفَّ البَقاءِ إلينا،
أُوصِدَتْ دونهُ الأرْضُ
باليدِ الحَزينةِ…
إن قالَ:
"هذي بلادي!"
سَطَّروا فوقَ جَبهتِهِ مَنْفَى الطَّريقِ،
وخَتَموهُ بخَتْمِ الغُرْبَهْ!
إشترك في تقييم هذاالموضوع تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
جيد جدا
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النتيجة : 100% | شارك في التصويت : 1 |