افعل ما تريد ، بعيدًا عنا

مازن كم الماز
2025 / 4 / 27

ليس هناك اليوم انفصال شعوري كامل بين "السوريين" فقط بل هناك شتائم و حقد و كره و الأهم قتل و تعذيب و خطف و سبي ، لا أعتقد أني بحاجة لمناقشة أن سوريا قد انتهت و الشيء الوحيد الذي يبقيها اليوم هو امتلاك البعض لسلاح يكفي لقهرها و توحيدها على أساس من الكره و الحقد و الذبح … بمجرد اختفاء هذا السلاح و القدرة على القهر و الذبح و الخطف و السبي ، بمجرد أن يملك "السوريون" القدرة على طلاق إخوتهم في الوطن الذين يقتلونهم و يسبون بناتهم و يجبرونهم على العواء سيفعلون ذلك بدون تردد ، هذا يبدو لي السلوك الإنساني الوحيد الممكن ، سيبقى هذا أكثر إنسانية بكثير من حروب دينية و قبلية و عشائرية لا تنتهي على أية حال … المشكلة ليست فيك بل فيني أنا ، فأنا اليوم و بدون تردد مع العلويين المذبوحين و المستباحين ضد قاتليهم و خاطفي حياتهم و إنسانيتهم ، أفعل هذا دون تردد و دون نقاش ، و بهدف تخليص هؤلاء من براثن مهابيل و قتلة و مهاويس الجولاني لكني لست متأكدًا من أن بعض هؤلاء لن يتصرفوا كما يفعل بعض السنة اليوم ممن كانوا في الأمس هدفًا لبراميل الأسد ، أقصد هنا تحديدًا فقراء السنة و لا أقصد المثقفين السنة ممن زعموا ذات يوم بالحرية و العدالة لكل السوريين بينما كانوا يخططون لجريمتهم بكل نذالة و بوعي كامل لا بحق العلويين فقط بل بحق كل البشر ، بينما كانوا يهذرون بما لا يؤمنون عن الحرية و العدالة كان حلمهم الحقيقي هو استعادة رايخهم الثاني أو الثالث بعد بني أمية و بني عثمان و ذبح و سحل و سبي و إذلال بقية البشر …لا أريد ، و أعتقد أن هذا شعور ملايين "السوريين" تحديدًا من المسلمين السنة و بالتأكيد من كل الأقليات التي يهددونها بالذبح و السبي ، لا أريد أن يجمعني بكم وطن واحد ، أبدًا ليس لدي مشكلة مع أن تعتقد أن إسلامك افضل من كل أفكار البشر ، من العلم و من الفلسفة أو الفلسفات من الحياة و الإنسانية نفسها ، تستطيع أن تجد في قرآن الجولاني نظرية النسبية و نقضها و حرب النجوم و ما تشاء ، و لا في أنك و قبيلتك أفضل من بقية البشر ، اذهب إلى بيتك ، أغلق الباب وراءك ، انظر في مرآتك و تغزل كما تشاء بحسنك و جمالك الذي ليس له مثيل لكن تأكد أن بابك مغلقًا جيدًا و أن صوتك منخفض بما لا يزعج الآخرين … يمكنك أن تؤمن بأنك و أولاد عمومتك لستم كبقية البشر و أنكم عندما تذبحون البشر تحررونهم الخ الخ ، اجلس معهم في مضافتك أغلق بابك جيدًا و تغزل أنت و هم بمذابحكم و مذابح أجدادكم بعشيرتك التي تستحق أن تقود العالم لا لأفعالها معاذ الله بل لان ربها وعدها بذلك … أحقر ما في هؤلاء هو تقيتهم و نفاقهم ، فهم أمام الغرب القوي اله العالم الحديث يلعبون دور الضحية و يستجدون صمت ذلك القوي و قبوله بينما يكرهونه أكثر مما يكرهون أي بشر لكنهم يعاملونه كعبيد خانعين و أقصى ما يبغونه اليوم هو صمت هذا الغرب عن ذبح و إهانة و سبي إخوتهم في الوطن
يجب أن أعترف ، لا أستطيع البتة اليوم التعاطف معك و لا أملك تجاهك أية مشاعر إنسانية و حتى اذا كنت الضحية ، القصة تختلف عندما يكون الضحايا من ملتك من دينك و من عشيرتك ، قد أتعاطف معهم لكن عن بعد فقط ، بدون دينك و ربك الذي يبرر لك ذبح و سبي و إذلال كل البشر ، كل ما أريده هو أن تغادر عالمي بهدوء و ان تبقى بعيدًا عني بما يكفي لكي أعيش و أفكر بدون السم الذي تنفثه في العالم ، ان أحاول ان أعود إنسانًا كما كنت قبل أن ألتقيك

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي