إرهابيّ أنا

رياض الشرايطي
2025 / 4 / 24

زادي قلمٌ كالرّصاص
ولسان قنبلهْ،
إرهابيّ
والفقراء جُندي
وعدوّي من يعادي خبزي
ويقصف جناحي
وينام على خزائن من عَرقي،
إرهابيّ أنا
أمقت اللّثام
وأُحبّ كالمجنون بلادي،
إرهابيّ أنا
أهتف بالحروف
أُشعل القصيدة جبهة
وأحمل الرّيح راية
وأُشهِر الجوع في وجه القصور،
إرهابيّ انا
حين أُحرّض الشّجر
أن لا ينحني لريح الجلّاد
وأُعلّم الماء
أن لا يسقي الحدائق المسروقة،
أدافع عن قُبلة مسلوبة
من شفاه الحياة
أفتح صدر القصيدة
للّاجئين في الحلم
والشّهداء من دمّي ،
إرهابيّ أنا
لا أؤمن
بسلام الذّئاب
ولا بأمن القبور،
أُحبّ الصّباح بلا قيود
وأحلم بوطن
لا يصلب فيه الحالمون،
أُحاصر الصّمت
وأفضح الخنوع المعطّر بالخطب
أُدوّي كالرّعود
في زمن يمنح فيه الصّوت
لمن خان
ولمن باع الدّماء
على موائد العار ،
إرهابيّ انا
أكتب للذين
لا يملكون ورقة وجع
في صحف السّادة
وأصرخ نيابة
عن الذين
سرقت حناجرهم
في دهاليز المجالس،
لا أؤمن
أنّ الوطن زريبة
وأنّ الرّاعي نبيّ
وأنّ الشّعب قطيع
يُذبح باسم المصلحة العامّة،
إرهابيّ انا
ببساطة
أُحبّ
أن أعيش
حرّا
أو شهيدا،
لا أطيق القيود
ولو كانت من ذهب
ولا أبايع السّلاطين
ولو نزلوا من سحب
ولا أقدّس العرش
إن لم يُشيّد
من عرق البسطاء
وصهيل المقهورين ،
إرهابيّ انا
أرفض أن أكون
رقما في طابور الذلّ
أو ظلّا لمخبر
أو بوقا لأمير الحرب
ينحرنا على الشّاشات
ثمّ يقسم بالشّرف المستهلك
أنّ الوطن بخير ،
إرهابيّ انا
لا أضع حذائي
على وجه القصيدة
ولا أتوضّأ
بدماء العمّال
لأُصلّي في محراب
الأسواق الحرّة ،
أعرف
أنّ السّاكت عن الحقّ
ليس شيطانا أخرس
بل موظّف برتبة شاهد
ومخبر ناعم الصّوت
يدير لعبة الذّبح
من خلف السّتار ،
إرهابيّ انا
أؤمن
أنّ الحرف سيف
وأنّ القصيدة
ليست زينة للغواني
بل فأسا
نكسر به أبواب السّجون
ونحفر به ممرّات الحرّية ،
لا أركع
إلا لأمّي
حين تدعو
وللتّراب
حين يطلب وجهي
شهيدا ،
إرهابيّ أنا
آخر ما تبقّى
من نشيد تائه
بين أغاني الجدّات
و جذور الزّيتون
و من صراخ الحقول
ولادة قصيدتي
ومن وجع الأيّام
صُقلتْ قبضتي ،
إرهابيّ انا
لا لأنّني أقتل
بل لأنّني أحلم
والحلم في بلادي
تبني له السجون ،
لا أؤمن
أنّ العدالة عرجاء
بل مشلولة عمدا
وأنّ الحاكم
ظلّ الخزائن
وسوط للايجار،
إرهابيّ انا
أحبّ
أحبّ كما لو أنّ الحبّ
ثورة سرّية
تتفجّر في القلب
وتلهب الشّوارع ،
إن كان الوقوف
في صفّ الجياع
جريمة
والبكاء على الوطن
مؤامرة
والكتابة بالفم المفتوح
انقلاب ،
فانا إرهابيّ
وأفخر
فلا نامت عيون الرّاضين
ولا استراح
من يخاف الحمام
و القصائد ...

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي