مسلسلات ودراما عراقية باهتة !.

محمد السعدي
2025 / 3 / 16

في هذا العام ، والسنوات التي سبقته من شهر رمضان الفضيل تدهشنا الإعلانات على عدة قنوات تلفزيونية عراقية بدراما جديدة فكرة وسيناريو وإخراج ، مما قد يشوق المتابعين والمهتمين ، وأنا واحد منهم ممن لوعته مرارة الغربة والتمني بوجه عراق جديد . لقد سنحت لي الفرصة بمتابعة أكثر من عمل تلفزيوني عراقي ، وجدتها لا تمت بأي حبكة درامية في البناء والفكرة والموضوع ، أغلبها لايمت بصلة إلى صلب الواقع العراقي المفعم بالاحداث والتطورات والمتغيرات على كافة الاصعدة . وبعيدة عن معايشة دؤوبة وواقعية لعموم المجتمع العراقي ومشاكله الاساسية .

في ثلاثة العقود الأخيرة من عمر العراق مر بمنعطفات خطيرة في تكوينه وبنيته الاجتماعية والاقتصادية والفلسفية والإخلاقية ، تكون مادة أساسية لأي عمل درامي ، وقد يحقق نجاحاً وإقبالاً كبيرين . لكن ما لمسناه وشاهدناه طيلة هذه الفترة دراما بعيدة عن الواقع المعاش وتقلبات الناس والظروف المحيطة بهم وتداعياتها على تفكير ومزاج الناس ، حتى البرامج الترفيهية والمسابقات الرمضانية عبارة عن سفسطة وتسفيه ، وكأنها مقصودة للإساءة للثقافة الوطنية العراقية .

والشيء بالشيء يذكر ، ومن تجارب الماضي الشخصية ، في العام ١٩٨٦ ، عندما تسللت من الجبل إلى العاصمة بغداد ، كنت مختفياً في بيت كريم وسادة أولادهم اليوم مقيميين في العاصمة ”كوبنهاكن ”. في محلة الشيوخ في مدينة الكاظمية ، وأعمل في ورشة عمل في قرية الصمود في ناحية الراشدية الواقعة بين بغداد والمركز بعقوبة . ذات مرة من صيف عام ١٩٨٦ ، لفت إنتباهي من خلال متابعتي للصحف العراقية اليومية إعلان عن عرض مسرحي على مسرح الرشيد في بغداد . مسرحية ” العودة ” ، وعندما قرأت مؤلفها الشيوعي السابق المرحوم يوسف الصائغ ومخرجها المحسوب على خانة الشيوعيين المرحوم قاسم محمد . حضني فضولي أن أحضر العمل رغم المخاطر ، التي ربما تواجهني ، وأنت المختفي والمطلوب سياسياً وتحمل وثائق لا تمت إلى هويتك الحقيقية . مادة المسرحية تناقش موضوعة مهمة وحساسة قضية الحرب العراقية الإيرانية وتداعياتها المخيفة على مصير الناس . عبر شخصية الجندي الهارب من جبهات الحرب والصراع النفسي والفلسفي الذي يعيشه في داخله بين الموت والحياة والمواطنة وتأثيرات الأراء والمواقف المحيطين به ، يقدم عمل بهذا المستوى والمعنى رغم شدة القوانين الصارمة والخوف من الجلاد . وقد جسدها على خشبة المسرح ثمة ممثلين عراقيين هديل كامل وفوزية الشندي ومحمود أبو العباس وسامي سراج وفارس عجام ، وقد لاقت أقبالاً كبيراً من قبل الحاضرين في قاعة المسرح باعتبارها بصمة واضحة لإدانة موضوعة الحرب وتأثيراتها على نسيج مجتمع كامل يئن من ويلاتها . وفي فترات لاحقة ، قرأت عدة أعمال تدين الوضع السياسي القائم على الاستبداد والدكتاتورية ، وعلى سبيل الذكر ” مسرحية الحر الرياحي ” ، للشاعر العراقي الكبير عبد الرزاق عبد الواحد وأخرجها الفنان المبدع كريم رشيد عام ١٩٩٤ ، وعرضت لمدة أربعة أيام على خشبة المسرح الوطني ولزحمة الحضور والاهتمام والأراء حولها ، أضطرت السلطات العراقية بإتخاذ قرار في منعها !. لكنها تركت سجالاً واسعاً بين أوساط العراقيين في التعبير عن وجهات نظرهم ومواقفهم من الثقافة وحركة وتطلعات المجتمع في الرأي والحرية .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي