![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
خليل قانصوه
2024 / 11 / 19
هذه مقولة منسوبة لمشترعي السلطة النازية في ألمانيا 1933 ـ 1945 ، نعود إليها بناء على فرضية وجود علاقات او مؤثرات بين النهج الذي اتبعته هذه السلطة من جهة و بين تبني إنكلترا للحركة الصهيونية في مطلع القرن العشرين من جهة ثانية، في سياق سيرورة غايتها إقامة كيان استيطاني أوروبي غربي في فلسطين يتمثل اليوم بدولة إسرائيل " دولة القومية اليهودية " .
من الطبيعي بهذا الصدد أن نستحضر في الذهن الدعائم الأساسية لركائز العقيدة النازية و بعض أوجه السلوك السياسي التي أوجبتها اثناء ممارسة السلطة وصولا كما هو معروف إلى التسبب في نشوب الحرب العالمية الثانية .
ـ إن أولى هذه الدعائم هي بالقطع مفهوم " القومية الآرية " بما هي أصل الشعب الألماني و جوهر كينونته و تفرده و تميزه عن غيره من الشعوب و استحالة التمازج بينه و بين الاجناس الأخرى استنادا إلى علم الاحياء .
ـ المدى الحيوي : كأية فصيلة حيوية ، يحتاج الجنس الآري لبيئة خاصة ، ضمانا لتكاثره فلا تطغى عليه فصائل حيوية أخرى ، و لا تعيق تقدمه و إنجازاته . لذا يتوجب عليه الحرص على إبقاء محيطه مُنَظفا .
ـ تمتين العصبية القومية بواسطة العنصرية ، معاداة السامية ، و تنشيط الاخلاق الكامنة في الطبيعة الآرية .
تطلبت خدمة هذه المبادئ و المفاهيم التي و ضعها الحزب النازي في ألمانيا ، اتباع سياسة ، داخليا و خارجيا ، أوصلت البلاد و العالم كما ألمحنا إلى الحرب . لا بد هنا من الإشارة على عجالة إلى أن الضائقة الاقتصادية التي قاد إليها النظام الرأسمالي في المجتمعات الصناعية الأوروبية و ما نجم عنها من تحركات طبقية اجتماعية كانت الأحزاب البلشفية في طليعتها ، من أجل نظام سياسي يضمن توزيعا أكثر عدالة للثروة ، شكلت جسر عبور للحزب النازي الألماني إلى السلطة ، بتواطؤ الرأسمالية المحلية و الدولية. حيث اقتضت سياسة هذا الحزب في السلطة إجراءات داخلية تمثلت :
ـ اضطهاد المعارضة اليسارية ، و تصفية روادها اغتيالا ، واعتقال مناصريها ، إداريا أو احترازيا بقرار بوليسي ، خارج السيرورة القضائية ، في معسكرات " للتجميع " ، كان معسكر داشو الذي دشن في سنة 1933 بعد اشهر من استسلام النازيين للسلطة ، باكورة هذه المعسكرات المشؤومة !
ـ فرز السكان على أساس الأصل " البيولوجي " الطبيعي ، و الدم المفترض . منع التمازج بين الأجناس البشرية المتخيلة . و بالتالي الآري مختلف في مفهومية النازي عن اليهودي.
ـ التمييز بين الناس ، قانونيا أمام المحاكم . إرساء مبدأ " المسؤولية العائلية " بناء على علاقة " الدم " ، خصوصا في معالجة موضوع النشاطات الحزبية المعارضة للسلطة ، على أساس أنه من المحتمل ان تنتقل " الخيانة " و الانحراف بواسطة الدم .
ـ و لا مفر في هذا السياق من أن نشير إلى أن سياسة السلطة النازية ، تضمنت أيضا إعداد الأساليب و الوسائل من أجل استعادة المدى الحيوي التاريخي للشعب الآري ، في شمال و شرقي أوروبا حتى جبال الأورال وجنوبا حتى اليونان حيث وضعت القبائل الآرية المهاجرة من الشمال إلى سواحل المتوسط أسس الحضارة اليونانية !
مجمل القول أن الدول الغربية الأوروبية ، تواطأت مع ألمانيا النازية ، و أشاحت بوجهها عن الجرائم التي ارتكبت في ألمانيا نفسها انسجاما مع سياسة التمييز العنصري ، لا سيما أن بعض هذه الدول كان شريكا في هذه الجرائم ، و دول أخرى ارتكبت مثلها في المستعمرات و المحميات ، كل ذلك أملا بنجاح ألمانيا في إسقاط نظام السوفيات و تقسيم روسيا . فلا جديد إذن اليوم تحت الشمس !
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |
إشترك في تقييم هذاالموضوع تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
جيد جدا
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النتيجة : 100% | شارك في التصويت : 2 |