تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا سورة الأنبياء91 )

يوسف يوسف
2024 / 10 / 11

تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا سورة الأنبياء91 )

الموضوع :
سأسرد تفسيرا للآية أعلاه ، من أحد المصادر الأسلامية .. ومن ثم سأعرض قراءتي العقلانية ، مع تقاطعات أخرى .
من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأسرد التفسير التالي للآية أعلاه ، وبأختصار { لقد أثبت الله تعالى في القرآن أن مريم أحصنت فرجها ، وأنها كانت على غاية العفة والبعد عن الريبة ، قال تعالى : ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ / سورة الأنبياء91 ) . قال "الطبري" : " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : واذكر التي ‌أحصنت ‌فرجها ، يعني مريم بنت عمران . ويعني بقوله : أحصنت حفظت ، ومنعت فرجها مما حرم الله عليها إباحته فيه " . وقال : " والذي هو أولى القولين عندنا بتأويل ذلك قول من قال : أحصنت فرجها من الفاحشة ؛ لأن ذلك هو الأغلب من معنييه عليه ، والأظهر في ظاهر الكلام ". وعلى كلٍّ : فإن جبريل نفخ "الروح" في "فرج مريم" أي : في درعها ، فوصلت النفخة إلى "فرجها" ، فحملت عيسى بإذن ربها .. وقد أخبر الله تعالى أنها امتنعت من نفخ جبريل قيامًا بالعفاف كأكمل ما يكون ، حتى أخبرها أنه رسول ربها ، فلم يكن منها إلا التسليم ، ولم يمسها جبريل بسوء ، وإنما نفخ فيها بإذن ربه .
أن مريم غاية العفاف ، والإحصان ، وقد امتنعت وتعوذت بالله تعالى كما قال سبحانه ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * .. / سورة مريم 16-21 ) . وقال "السعدي" في "التفسير" (491) : " لما حملت بعيسى ، خافت من الفضيحة ، فتباعدت عن الناس مَكَانًا قَصِيًّا ، فلما قرب ولادها ، ألجأها المخاض إلى جذع نخلة ، فلما آلمها وجعُ الولادة ، ووجع الانفراد عن الطعام والشراب .. " ، فحينئذ سكَّن الملك روعها ، وثبت جأشها ، وناداها من تحتها ، لعله في مكان أنزل من مكانها ، وقال لها : لا تحزني ، أي : لا تجزعي ولا تهتمي ، فـقَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أي : نهرا تشربين منه .. } أنتهى .
القراءة :
* لا بد لي أن أبين أن التفسير أعلاه ، يرتكز على محاور منها " عفة وطهارة وبتولية العذراء مريم ، نفخ الروح الألهي - بواسطة جبريل الى مريم ، الخوف الذي أعترى العذراء - بمواجهة الملاك جبريل ، قبل أن يطمأنها من أنه مرسل من قبل الله "هذه أهم المحاور في التفسير أعلاه، وهناك العديد من التفاسير الأخرى ، وكلها تنصب بذات المحتوى بشكل أو بأخر . * أولا من هي مريم المذكورة في الآية أعلاه ! ، فوفق العقيدة الأسلامية ، هي أخت النبي موسى وهارون ، وهذا مؤكد وفق الآية القرآنية ( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا / سورة مريم 27 ، 28 ) ، ودائما الفقهاء يرقعون الموروث الأسلامي من آيات وأحاديث ، فالبرغم من أكثر من 15 قرنا بين مريم العذراء أم المسيح وبين مريم بنت عمران أخت موسى ، ولكن الفقهاء يدلسون الحقائق ، فيبينون التالي ( أن مريم ابنة عمران .. فعمران هو الأب المباشر لموسى ، وهو أب لمريم ، لأنه رئيس العائلة التى تناسلت هى منها . وهارون ابن عمران ، ومريم هى من نسل هارون ، فيكون هو أخوها على معنى أنها من نسله / المكتبة الشاملة ) . فالترقيع هنا غير منطقي ! فكيف لمريم أن تكون أختا لهارون ، ومن نسله بذات الوقت ! فهذا الترقيع هو تجهيل للمتلقي .
* أما وفق العقيدة المسيحية ، فأن والدي العذراء مريم ، هما : ( تعرف والدة العذراء مريم فى المسيحية بالقديسة حنة ابنة لماثان بن لاوى بن ملكي ، من نسل هارون الكاهن ، وكان اسم والدة حنة ، مريم ، وهى من سبط يهوذا ، ويقال إن حنة أسمت العذراء مريم على اسم والدتها .. أما والد العذراء مريم : فيعرف باسم يهوياقيم ، أى الذى رفعه يهوه ، ويهوه هو لقب من ألقاب الله فى العهد القديم / نقل بأختصار من مقال للأنبا توماس عدلي - منشور في موقع البوابة نيوز ) .
* أذن القرآن يتحدث عن مريم بنت عمران أخت موسى وهارون ، وهي لا تمت بصلة للعذراء مريم أم المسيح ، بنت حنة وأبنة يهوياقيم ! . وبالرغم من هذا التقاطع الجوهري في النسب - الذي يعني أن رواية الآية أصلا غير صحيحة ! .. ولكني سأستمر بقراءتي ، لأبين تقاطعات أخرى : فالآية تقول " وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا .. / سورة الأنبياء91 " ، فالمفهوم المبدأئي من الآية أن النفخ كان للعذراء مريم بدليل نص الآية " فَنَفَخْنَا فِيهَا " بصيغة المؤنث . ولكن هناك آية تتقاطع معها وهي " وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ / سورة التحريم 12 " ومن نص الآية " فَنَفَخْنَا فِيهِ " ، نستدل ان النفخ بصيغة المذكر ! .. والتساؤل : - أيهما الأصوب " فَنَفَخْنَا فِيهَا " أم " فَنَفَخْنَا فِيهِ " ! . ومن جانب أخر ، لمن كان النفخ الثاني الوارد في سورة التحريم آية 12 ، أكان للعذراء مريم أم كان لفرد أخر ! .
* وبعيدا عن الأخطاء والتقاطعات المتضمنة في الآيتين أعلاه / سورة الأنبياء 91 و سورة التحريم 12 .. لا بد لنا أن نقول أن القرآن خص مريم / بغض النظر عن الخلط في نسبها ، مكانة رفيعة ، لم يصلها آل محمد ذاته ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب التالي ( كما جاءت الأحاديث تحدثنا أن مريم هي أفضل نساء العالمين .. خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد ، كما بلغت مرتبة الصدّيقية ، وهي مرتبة تلي منزلة النبوة مباشرة ) . كما أن القرآن أورد سورة بأسمها ، ( ليس في القرآن الكريم سورة باسم امرأة ، سوى سورة مريم عليها السلام ، لا آمنة أمُّ رسول الله محمد ، ولا خديجة زوجه ، ولا فاطمة ابنته . حيث ذكرت مريم (34) مرة في القرآن الكريم ./ نقل من موقع الدكتور طارق سويدان ) . وبالرغم من كل هذا التكريم لمريم - من جانب أخر ، يتفنن الموروث الأسلامي بأخراج كارثة ، لا يمكن أعتبارها ألا هلوسة جنسية ، وهي أن محمدا سيتزوج من العذراء مريم في الجنة ، فقد جاء في موقع / المكتبة الشيعية التالي( أخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال : قال رسول الله : إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى ) ! .

خاتمة :
وختاما نتساءل / ورجوعا لموضوعنا .. هل المقصود الغير معلن ، من آية التحريم 12 " .. فَنَفَخْنَا فِيهِ " ، أن يكون هذا النفخ ، حدث لكائن موجود منذ الأزل - وهو المسيح ، حيث أن الله نفخ فيه فقط لأحيائه بصورته البشرية ! . وأرى أن الرأي أعلاه ، يقترن بالآية التالية من أنجيل يوحنا " فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ " ، والتي تتوافق / بشكل أو بأخر ، مع الآية القرآنية التالية " إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / سورة النساء 71 . أعتقد الأن ، أن الصورة أصبحت أكثر وضوحا لموضوعة " أزلية المسيح " . وأرى أن هذا التساؤل مشروع ! .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي