أحداق من زيت الزهر

زارتني ماري في نمش الفجرِ
قمراً غجريّاً،
في عينيها تفاحٌ لبلادٍ،
صارت مُهرتُها من دون سهولٍ
في شفتيها أعنابٌ،
من حمرة أعناقٍ
في كاحلها خلخالٌ فضيٌّ
يتوهَّج حول مدار الكعب كبدرِ

ماري
مازالت في مرجوحتها بنتاً
مازالت أمّا
مازالت وطناً يسكنني في الشّعرِ

زارتني
ما بين الأحلام بيقظتها،
وحديثِ نجومٍ سرّيّ في الحُبّ،
وبين الماءِ كريماً يجري

من يروي الآخر في الحُبّ،
المشتاق أم المشتاق إليهِ؟
أكلُّ بلادٍ شمسٌ،
أم لا شمس في القهرِ؟

ماري
يا أنفاساً من نارنجٍ تعلو جبلاً
لا شهْقات الأموات بها،
بل حشرجةٌ من صبّارٍ
تتردَّد من كبّادٍ في صدري

لي في البستان بقية أحداقٍ
من زيت الزهرِ،
وكأسٌ _ يا طيناً محتلاً _
لا يذوي عود الرمَّان بها
أو في واحاتٍ من عمري