خطاب الكراهية ضد المسلمين في البرلمان الهندي

اجتاح الآن خطاب الكراهية ضد المسلمين، والذي أصبح متفشيًا في المجتمع، البرلمان. وفي اليوم الأخير من الجلسة الخاصة، التي عقدت في مبنى البرلمان الجديد، استخدم عضو البرلمان عن حزب بهاراتيا جاناتا من دلهي، راميش بيدهوري، أبشع العبارات المعادية للمسلمين ضد دانيش علي، الذي يمثل حزب بهوجان ساماج في مجلس النواب(لوك سابها). كلمات مثل " الملا إرهابي" وأسوأ من ذلك لم نسمعها من قبل في البرلمان، سمعت من بيدهوري مرارًا وتكرارًا تستهدف دانيش علي. وقد شاهد عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء البلاد مقطع الفيديو الذي يظهر صراخ بيدهوري، مما تسبب في فزع وغضب واسع النطاق. 

كان من الممكن أن يظن المرء أن رئيس المجلس أوم بيرلا وقيادة الحزب الحاكم سيتخذون على الفور إجراءات قوية ضد العضو المخالف. ولكن لم يحدث شيء من هذا القبيل. وأعرب راجناث سينغ، وزير دفاع الاتحاد ، عن أسفه إذا تضررت مشاعر المعارضة. وبصرف النظر عن " إذا"، لم تكن هناك إدانة للإساءات ضد المسلمين ولم يتم تقديم أي اعتذار إلى دانيش علي.

رئيس المجلس ، الذي كان ينبغي أن يتخذ إجراءً سريعًا بتعليق بيدهوري عن العمل، اقتصر على توجيه تحذير شديد إلى بيدهوري وذكر أنه لن يتم التسامح مع تكرار مثل هذا السلوك. 
وهذا يتناقض بشكل صارخ مع الطريقة التي تعامل بها رؤساء كل من مجلس النواب (لوك سابها )و مجلس الشيوخ (راجيا سابها) مع أعضاء المعارضة كلما حاولوا باستمرار إثارة القضايا أو استجواب الحكومة. في راجيا سابها، ظل نائب AAP سانجاي سينغ معلقًا طوال جلسة موسم الأمطار ويستمر التعليق حتى تقرر لجنة الامتيازات بشأن الشكوى المرفوعة ضده. كما تم تعليق عضو برلماني آخر في AAP، وهو راغاف تشادها، خلال الجلسة الأخيرة. في لوك سابها، تم تعليق سوشيل كومار راثي، عضو AAP، عن الجزء المتبقي من جلسة موسم الأمطار، في حين تم تعليق زعيم حزب المؤتمر في لوك سابها، أدير رانجان شودري، حتى اجتمعت لجنة الامتيازات وأوصت بإعادته.

ولم يرد الرئيس على رسالة دانيش علي التي يطالب فيها باتخاذ إجراء ضد بيدهوري. أصدر حزب بهاراتيا جاناتا إشعارًا بالعرض له، لكنه لم يتخذ أي إجراء حتى الآن.

وبدلاً من التحرك ضد بيدهوري، يهتم حزب بهاراتيا جاناتا أكثر بتوفير الدفاع عنه. أرسل نواب من حزب بهاراتيا جاناتا مثل نيشيكانت دوبي رسائل إلى رئيس البرلمان زعموا فيها أن دانيش علي هو الذي استفز بيدهوري من خلال الإدلاء بتعليقات "بغيضة" ضد رئيس الوزراء.

ويجب النظر إلى خطاب الكراهية الذي ألقاه بيدهوري في سياق الخطاب الخبيث المناهض للمسلمين والهجمات التي تشنها كتيبة هندوتفا في جميع أنحاء البلاد. وقد وجه "دارام سانساد" دعوة للقضاء على المسلمين؛ ويتم إعدام المسلمين دون محاكمة بتهمة تهريب الماشية أو حمل لحوم البقر في الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا مثل هاريانا، ومادهيا براديش، وماهاراشترا؛ وقتل شرطي في قوة حماية السكك الحديدية بالرصاص، وثلاثة مسلمين تعرف عليهم في قطار متحرك؛ دعا مدرس بمدرسة خاصة في مظفرناجار الطلاب في الفصل إلى صفع صبي مسلم يبلغ من العمر سبع سنوات. كل هذا يحدث وسط تهديدات بالمقاطعة الاقتصادية ومنع البائعين المسلمين من ممارسة تجارتهم في المناطق الهندوسية. 

إن الفشل في اتخاذ إجراء صارم في البرلمان ضد بيدهوري قد أضعف مؤسسة البرلمان وأعطى طابع الشرعية لكراهية الإسلام التي يغذيها الحزب الحاكم. ما يكشفه هذا هو أن خطاب الكراهية الذي ألقاه بيدهوري هو جزء من العقلية العامة لحزب بهاراتيا جاناتا. ويبدو أنه في مبنى البرلمان الجديد، حيث تم تركيب " سنغول "، يفسر أعضاء البرلمان من حزب بهاراتيا جاناتا ذلك على أنه يدل على "سلطة الهندوتفا" ويتصرفون وفقًا لذلك.
 
(27 سبتمبر 2023)

المصدر
جريدة ديمقراطية الشعب
الحزب الشيوعي الهندي الماركسي