لتحرير النساء من قرون من الإضطهاد كجزء من تحرير الإسانيّة من كافة أشكال الإضطهاد ، نحتاج إلى ثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك !

شادي الشماوي
2023 / 3 / 14

لتحرير النساء من قرون من الإضطهاد كجزء من تحرير الإسانيّة من كافة أشكال الإضطهاد ، نحتاج إلى ثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك !
المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا – بمناسبة اليوم العالمي للمرأة سنة 2023
جريدة " الثورة " عدد 793 ، 13 مارس 2023
https://revcom/us/en/international-womens-day-2023-free-women-centuries-oppression-part-freeing-humanity-all-forms

ترجمه من ) comrev.co ملاحظة الناشر : هذا البيان الصادر عن المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا (
www.revcom.usالإسبانيّة إلى الأنجليزيّة متطوّعون من موقع أنترنت
--------------------------------------------------------------
اليوم العالميّ للمرأة هو يوم إصداح بغضبنا ضد الطرق التي يقع بها تهديد حياة النساء و حقوقهنّ و الإصداح بأحلامنا بمستقبل حيث تكون النساء و يكون الجميع أحرارا .
هناك عديد الأسباب الكامنة وراء غضبنا الشديد : حول العالم ، المرّة تلو المرّة و بصفة متصاعدة ، حياة النساء
و حقوقهنّ و الناس من جندر متنوّع مهدّدون .
وضعيّة النساء الحرجة بشكل متنامي في كولمبيا و في العالم . و تعابير مثل هذه الهرسلة و الإغتصاب المنظّم
و الإخضاع و تجريد النساء من إنسانيّتهنّ أضحت منتشرة بصفة متصاعدة .
و ثقافة الإغتصاب شيء " نتنفّسه " جميعا في كلّ مجال من مجالات الحياة . و تلعب عدّة مؤسّسات دورا في الدفاععنها مباشرة أو بصفة مغلّفة ، و كلّ الثقافة يتخلّلها ذلك ، من الموسيقى إلى شبكات الإتّصال الاجتماعي و من كافة الإعلانات التجاريّة إلى العلاقات اليوميّة .و قد بلغ الإستغلال الجنسيّ التجاري للنساء و الفتيات و الأولاد أبعادا كبيرة . ما يسمّى بصيغة ملطّفة " صناعة الجنس العالميّة " غدت مكوّنا هاما و مربحا للإقتصاديّات الوطنيّة العالميّة الفردية و للإقتصاد الإمبريالي العالمي ككلّ . في كولمبيا ، وحدها " صناعة الوبكام -webcam " صارت أكبر من خُمُس صادرات القهوة
سنة 2022 .
في جميع مجالات الحياة ، يقع تشييئ النساء و يقع التطبيع مع الهجمات العنيفةضدّهنّ و ضدّ أيّ شخص له توجّه جنسيّ أو جندريّ مختلف . في كولمبيا ، قُتلت 25 امرأة لا لشيء إلاّ لكونهنّ نساء .
و في أنحاء متباينة من العالم ، تكسب البرامج لمحافظة المتطرّفة و البرامج السياسيّة الفاشيّة التي تبحث عن إعادة تركيز أو توطيد القيم البطرياركيّة / الأبويّة التقليديّة المزيد من الوزن في الحياة الإجتماعيّة و السياسيّة و حيث يكون الأصوليّون الدينيّون عاملا محدّدا بصفة متصاعدة . و في الولايا ت المتّحدة ، جرى الإنقلاب على حقّ الإجهاض المكتسب قبل عقود و ذلك على يد المحكمة العليا التي تزخر بالفاشيّين الذين لا ينوون أن يقفوا عند ذلك الحدّ .
و يتواصل منع تعليم الفتيات و النساء في البلدان التي تهيمن عليها التيوقراطيّات و في أفغانستان تُقتل الفتيات اللواتي تحضرن إلى دروس بعض المعاهد و في إيران تُسمّم التلميذات . و كذلك يحتدم النضال ضد كلّ هذه التعبيرات الإضطهاديّة .
و منذ سبتمبر 2022 ، إندلع تمرّد قويّ للنساء و لجماهير في إيران و رغم القمع العنيف و الإجرامي على يد النظام التيوقراطي الرجعي لجمهوريّة إيران الإسلاميّة ، يستمرّ في زعزعة سلاسل الإضطهاد ، و يتقدّم هذا التمرّد ليطالب بالإطاحة بالنظام .
و بفضل عدّة سنوات من النضال الشرعيّ و العادل على مستويات شتّى ، قبل سنة من الآن ، في كولمبيا وقع عدم تجريم الإجهاض إلى الأسبوع 24 من الحمل . و كذلك ، وقع عدم تجريم جزئيّ للإجهاض في الرجنتين و المكسيك نتيجة أساس تحرّكات جماهيريّة . و مع ذلك ، هناك عديد العوائق الإجتماعيّة و السياسية التي تجعل الإجهاض ليس حقّا حقيقيّا و أنّ المكاسب اقانونيّة تواجه خطر الإنقلاب عليها ، لأنّه كما أشار أحد المقدّمين الأساسيّين للإجهاض في كولمبيا ، " حقوق النساء لا يمكن إعتبارها أبدا بديهيّة ".
و الوضع في الولايات المتّحدة ليس مجرّد مثال للطبيعة المؤقّتة لهذا الحقّ في ظلّ هذا النظام، بل هو أيضا مثال لكيف انّ الأشياء يمكن أن تمضي في إتّجاه أسوأ حتّى ، للإستعباد المفتوح للنساء ، للنظام الإجتماعيو القانونيّ الذى يفرض إجراءات ضد النساء و ضد غيرهم من أناس بسبب توجّههم الجنسيّ أو الجندريّ ، بواسطة تركيز أو تعزيز الأنظمة الفاشيّة الدينيّة .
أجل ، كلّ إنتصار في القتال من اجل حقوق النساء ، مثل عدم التجريم الجزئيّ الهام للإجهاض في بعض بلدان أمريكا اللاتينيّة ، سيكون مؤقّتا متى لم تكن هذه المكاسب جزءا من القتال في سبيل ثورة شاملة ، ما يعنى الإطاحة بالدولة القائمة و طبقاتها الحاكمة و إرساء سلطة جديدة ترفض العلاقات و الأفكار البطرياركيّة كجزء من التقدّم في إلغاء كافة أشكال الإضطهاد و الإستغلال .
نحتاج إلى تطوير نضال أعمق ، و فيه ينبغي أن نواجه عراقي متنوّعة . و ما من شيء أخطر من أوهام الإستسلام إلى الوضع القائم ، أوهام رؤية الخيارات بين " السيّء " و " الأسوأ " . و بوجه خاص في الزمن الذى نعيش فيه ، و خاصة في كولمبيا حيث الحكومة الإصلاحيّة قد نشرت الأوهام و وصلت حاجة الملايين إلى تغيير حقيقيّ إلى نهاية مسدودة .
لا يمكن معالجة الرهان اليوم ببساطة بالمزيد من النساء في مواقع أعلى في الحكم أو بوسائل التمكين الفرديّ المفترض الذى يفترض التطبيع مع العلاقات و الأفكار الإجتماعيّة التي تحافظ على الإضطهاد . و ليس بواسطة الفكر الإنفصالي للهويّة و النسبيّة الثقافيّة الذى أدّى إلى الخلط الجدّيّ لمصدر المشاكل ما يُفضى إلى تجزئة النضالات و التشجيع على طُرق بعض الإصلاحات ضمن ذات النظام تستفيد منها " مجموعة هويّة " ، دون الإبحار على طريق إجتثاث النظام الذى هو المصدر لمشترك للإضطهاد و الإستغلال .
كلّ تعبيرات الإضطهاد و الإهانة البطريكيّين متداخلين في جذور النظام الرأسمالي -الإمبرياليّ ، ما يحدّد أنّ حياة جميع الناس قائمة على إنتاج الأرباح و أنّ هذه الأرباح ملكيّة خاصة و تتركّز بين يدي فئة قليلة . إنّه لنظام نفسه هو الذى لا يمكن أن يوجد دون هؤلاء الرأسماليّين الكبار المتنازعين حول التوسّع أو الموت ، و أنّ هذا القانون المركزي للرأسماليّة يُفضى إلى أزمة بيئيّة شاملة و أوصلنا إلى حافة حرب نوويّة .
ليس بوسع الرأسماليّة أن توجد دون البطريركيّة و كذلك ليس بوسع البطرياركيّة أن توجد دون رأسماليّة اليوم . البطرياركيّة لصق إيديولوجي مفتاح لدي الرأسماليّة - الإمبرياليّة ، أداة أساسيّة تسمح بإبقاء البشر مرتبطين بالأفكر الأساسيّة للإضطهاد و الإستغلال . إنّ النضال ضد الإضطهاد البطرياركي يقع موقع القلب من إمكانيّة بلوغ مجتمع تكون فيه الإنسانيّة متحرّرة حقّا .
و مثلما وضع ذلك القيادي و المنظّر الثوريّ ، بوب افاكيان ، بصفة عميقة للغاية :
"" لم يكن من المتصوّر أنّ كلّ هذا سيجد أيّ حلّ إلاّ بالمعنى الأكثر جذريّة ... المسألة التي لم تحسم بعدُ هي : هل سيكون الحلّ حلاّ راديكاليّا رجعيّا أم حلاّ راديكاليّا ثوريّا ، هل سيعنى تعزيز سلاسل الإستعباد أم كسر الروابط الأكثر حيويّة في هذه السلاسل و فتح المجال لإمكانيّة تحقيق الإلغاء التام لكافة أشكال هكذا إستعباد ؟ " "
لفسح المجال لحلّ تحريريّ ، من الحيويّ الخوض في فهم أعمق للثورة الفعليّة . فهناك الذين منّا منظّمون و ينوون القتال إلى جانب آخرين بحماس و عمق علميّ و راديكالية من أجل الثورة . وهو زمن تجنّب البحث عن طُرق سياسيّة مختصرة أو القبول بالجرائم الرهيبة المقترفة أمام أعيننا أو نسقط فريسة لها ، بينما المزيد من الجرائم في طريقها إلى أن تُقترف .
أجل، من الواجب كسر سلاسل الإضطهاد ، جميعها . وكي يحصل ذلك ، لا بدّ من ثورة حقيقيّة ، في أقرب وقت ممكن. و الآن بالذات ، نبحث عن معاملة النساء و الرجال و الناس من الجندر لمختلف كمتساوين . لن نسمح بالتجاوزات الماديّة او اللفظية ضد لنساء ، كما لن نسمح بمعاملتهنّ كأدوات جنسيّة و أيضا لن نسمح بتوجيه الشتائم أو ب " النكات " بشأن جندر الناس أو توجّههم الجنسيّ .
الآن حان وقت الشروع في الحياة على هذا النحو . و لا بدّ أن يرتبط هذا بالإعداد للثورة الشاملة من النوع الذى يمكنأن يجتثّ افضطهاد و التحكّم في حياة النساء و غير ذلك من الفظاعات اتى تعرفها الإنسانيّة . يجب الإطاحة بالنظام و تعويضه بسلطة دولة ثوريّة جديدة راديكاليّا . و هذا ليس ضربا من الحلم . هناك خطّة و قيادة لهذا . لكن الآن بالذات نحتاج إلى مشاركتكم . يجب أن تكونوا هنا معنا .
بسبب العذابات التي تعانى منها عدّة فتيات و نساء و عليهنّ الرضوخ لها قسرا ، نقف على غضب متأجّج يستهدف إزاحة هذا العبء.
و لأنّ الوقت الذى نعيش فيه يؤدّى إلى مستقبل فظيع جدّا أو قد تخضّ حدّة هذه الفظائع و تدفع الناس إلى الإستيقاظ ، يترتّب علينا أن نتجرّأ على رفع رؤوسنا و القتال من اجل ثورة تحريفيّة فعليّة .
و لأنّه بوسعنا أن نعيش بطريقة أخرى ، أن نتجاوز هذا الجنون : الطريقة التي يتمّ التعاطى بها مع النساء ليست " طبيعة الإنسان " و إنّما هي طبيعة نظام إضطهادي ... و أثناء هذه الإحتفالات باليوم العالمي للمرأة ، يمكن أن تتعلّموا كيف يمكن أن ننجز ثورة فعليّة ضد هذا النظام ، و لماذا من الممكن و كيف يمكن إنشاء عالم مغاير جذريّا و أفضل بكثير .

لا يجب التواطؤ مع الإخضاع العنيف لنصف المجتمع و تبريره والتهوين منه أو الإستسلام له . يجب أن نضع له حدّا .
" عمل الجنس " ليس "وكالة " بل هو كابوس و إهانة !
الأمومة الإجباريّة إستعباد للإناث !الإجهاض حسب الطلب و دون إعتذار !
الرأسماليّة و البطرياركيّة – لا يمكن أن نقضي على واحدة دون القضاء على الأخرى !
لنكسر السلاسل ! و لنطلق العنان لغضب النساء كقوّة جبّارة من أجل الثورة !
لنلتحق بالنساء المقاتلات من أجل حياتهنّ و تحريرهنّ عبر العالم !
لنوقف الإهانة البطرياركيّة و تجريد النساء من إنسانيّتهنّ و إخضاعهنّ جميعا في كلّ مكان ، و لنوقف كلّ الإضطهاد القائم على الجندر و التوجّه الجنسيّ !
المجموعة الشيوعيّة الثوريّة ، كولمبيا – 8 مارس 2023
----------------------------------

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي