عن ( صحابة كافرون / مسألة ميراث )

أحمد صبحى منصور
2023 / 2 / 26

السؤال الأول :
بدأت بالتفكر وانا أقرأ القرآن الكريم ، طبقا لتوجيهاتك فى كتاب ( كيف نفهم القرآن ) . وكلما قرآت وتفكرت تغيرت معتقداتى وأدركت أن بيننا وبين القرآن مسافة بعيدة . بعض ما أدركته كان مذهل . ويجعلنى أتساءل : هل ما جاء فى آيات سورة الحديد عن الصحابة أم هو قول عام ؟ ، وكيف يكونوا مؤمنين ويدعوهم الله جل وعلا للايمان والإنفاق فى سبيل الله ؟
الاجابة :
أولا :
1 ـ نعم . هو عن الصحابة . والقرينة هى التى تحدد هذا .
قال جل وعلا :
1 ـ ( آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (8) هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (9) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمْ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمْ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (15) الحديد ). القرينة هنا هى الآية 10 ، وحديثها عن الفتح ، والآية 13 وما بعدها وحديثها عن المنافقين الذين كانوا مع المؤمنين .
2 ـ وقال أيضا جل وعلا فى خطاب مباشر للمؤمنين من الصحابة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) الأنفال )
القرينة هنا هو الآية 26 . حيث كانوا بعد الهجرة مباشرة يخافون أن يتخطفهم الناس . وبعد أن نصرهم الله جل وعلا فى بدر إختلف الوضع . وعدهم الله جل وعلا بعد الهجرة أن يبدلهم من بعد خوفهم أمنا ، وتحقق الوعد . إقرأ قوله جل وعلا : ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) النور ). هذا من أوئل ما نزل فى المدينة بعد الهجرة .
3 ـ وفى أواخر ما نزل قال جل وعلا للمؤمنين فى خطاب مباشر يهددهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) التوبة ). القرينة هنا فى تذكيرهم بالنبى محمد عليه السلام وهو فى الغار .
ثانيا :
هؤلاء كانوا مؤمنين بمعنى الأمان السلوكى الظاهرى ، وكانوا مسلمين بمعنى الاسلام السلوكى ( السلام ). كان ينقصهم الإيمان القلبى العقيدى ليكتمل لهم هذا وذاك . لذا :
1 ـ أمرهم الله جل وعلا أن يكملوا إيمانهم السلوكى بإيمان قلبى عقيدى . قال لهم فى خطاب مباشر : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً (136) ) النساء )
2 ـ ومع ذلك كانوا كافرين مشركين عقيديا وقلبيا ؛ يعكفون على الأنصاب ، أى القبور المقدسة ، فى ظل الحرية الدينية المطلقة ، فى خطاب مباشر قال لهم جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ (92) التوبة ).
أخيرا
1 ـ تطبيق الشريعة الاسلامية هو فقط فيما يخص الاسلام السلوكى ( السلام ) والايمان السلوكى ( الأمن والأمان ) لأنه فيما يمكن للبشر الحكم عليه . أما الاسلام القلبى العقيدى والايمان القلبى العقيدى فلا يعلم حقيقته إلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
2 ـ لفهم الاسلام والقرآن الكريم لا بد من معرفة مصطلحات القرآن الكريم من داخله .
3 ـ شكرا على سؤالك .

السؤال الثانى :
كان والدى متأجر محل كبير عمله موبيليا فى وسط البلد من زمن ، وهذا المحل فى الدور الأرضى فى عمارة كبيرة . صاحب العمارة عرض على والدى مليون جنيه ليتنازل له عن عقد الايجار ووالدى رفض . ومات والدى وأصبح المحل تبعنا ، أنا واخويا وأختى . صاحب المحل عرض 2 مليون جنيه علينا ورفضنا لأن أخويا الكبير هو اللى مشغّل المحل . أخويا الكبير مات ، وترك مراته وولد وبنتين . صاحب العمارة عرض تانى وبمبلغ 4 مليون جنيه ، وأنا موافق لأنى موظف وماليش فى الموبيليا ، وأختى موظفة ، وأرملة أخويا موافقة عايزة تربى عيالها . ونريد كيفية توزيع المبلغ علينا ، وهل هو فعلا ميراث من حقنا لأنه مجرد تنازل واحنا لا نملك العقار ؟ وهل من حق ورثة اخى المتوفى ان يرثوا أم لهم وصية واجبة ؟
الإجابة :
أولا : هو فعلا ميراث ، لأنه مال آت لكم .
ثانيا : أخوك يرث ، لأنه كان حيا وقت أن مات أبوكم .
ثالثا : بفرض أنكم أخذتم المقابل 4 مليون ، يكون التوزيع كالآتى :
بالنسبة لكم :
للذكر ضعف الأنثى . أى تقسيم المبلغ على خمسة أسهم . لكل ولد سهمان ، وللبنت سهم .
بالنسبة لأرملة أخيك
لها الثمن ، والباقى للذكر مثل حظ الأنثيين .

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي