|
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
|
خيارات وادوات |
محمد رضا عباس
2023 / 1 / 23
من ذاكرة التاريخ : من الذي دعا الى فيدرالية جنوب العراق ومن الذي قبرها ؟
لم يتفق الشيعة , وكالعادة, على مشروع فيدرالية الجنوب التي دعا لها الراحل السيد عبد العزيز الحكيم ونجله من بعده السيد عمار الحكيم , مع العلم ان المعترضين على المشروع ليس لهم عداوة مع الفيدرالية , وانما كل حزب او كتلة أعطت أسباب عدم تبنيها , على الأقل في الوقت الحاضر.
ففي خطبة له أمام جمع غفير من المشاركين في صلاة (عيد الفطر) التي اقيمت في مكتبه ببغداد إلى المضي بتطبيق النظام الفيدرالي، بدءا من إقليم جنوب بغداد (الذي يضم المحافظات ذات الغالبية الشيعية) إلى الأقاليم الأخرى، وشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا وحكومة، معتبرا أن النظام الفيدرالي واحد من المداخل لتحقيق هذه الوحدة.
وقال نجل الراحل والذي تسلم قيادة المجلس الإسلامي الأعلى العراقي السيد عمار الحكيم , نحن نعمل من أجل تعزيز الهيئات الأمنية، الشرطة والجيش، بما يسمح لها بحل الفوضى وبما يجعلنا قادرين على القيام بذلك من دون وجود قوات أجنبية في البلاد. وأضاف، سنعمل على أن تكون هناك قواعد دائمة للقوات الأجنبية في العراق. وعن رؤية المجلس الإسلامي فيما يتعلق بسيادة العراق، دعا الحكيم العراقيين إلى دعم الفيدرالية التي هي كفيلة بالحفاظ على العراق موحدا. وأوضح، مازلنا في الطريق من أجل الوصول إلى سيادة كاملة للعراق وسيتحقق ذلك , و نشدّد على العمل من أجل الفيدرالية وإنشاء الأقاليم. وقال، أدعو الشعب العراقي لإنشاء أقاليم انطلاقا من جنوب بغداد وبقية المناطق. إنه قرار عراقي مستند إلى رغبة عراقية ومن أجل مصلحة العراقيين.
و ردا على الرافضين لمشروع فيدرالية الجنوب وخوفهم من تقسيم البلاد على أساس عرقي وطائفي وتفكيك الوحدة الوطنية , شدد السيد عمار أهمية الحفاظ على وحدة العراق والبلاد والشعب والحكومة" نحن نؤمن بهذه الوحدة وسنقاتل من أجلها ونحن نعتقد أنّ الفيدرالية هي إحدى السبل الكفيلة بحماية هذه الوحدة."
ولكن التيار الصدري اعتبر مطالبة السيد عمار الحكيم بتطبيق الفيدرالية وتشكيل اقليم الجنوب "مغازلة لمشروع تقسيم العراق" الذي اقره الكونغرس الاميركي. وقال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) لوكالة فرانس برس، في الوقت الذي خرج الكونغرس الاميركي بقرار تقسيم العراق بات من الواضح ان الاصرار على تطبيق الفيدرالية في وضع العراق المأساوي الراهن هو مغازلة للتوجهات الاميركية المعلنة. واكد العبيدي الموقف الرافض للمشروع قائلا، نحن موقفنا ثابت من الفيدرالية ولم يتغير.
وقال رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري، إن التيار لا يعترض على فكرة الفيدرالية... لكنه ضد تطبيقها في ظل "وجود الاحتلال". فيما اعتبر قيادي في الائتلاف العراقي الموحد أنه من الصعب تطبيق الفيدرالية حاليا "من الناحية العملية". وأوضح رئيس الهيئة السياسية الصدرية لواء سميسم لوكالة (أصوات العراق) وجهة نظر التيار الصدري في مسألة تطبيق الفيدرالية، قائلا، نحن لا نعترض على الفيدرالية كفكرة، لكن الاعتراض على التوقيت... فالتيار الصدري لا يؤيد (تطبيق) الفيدرالية مع وجود الاحتلال. ولفت سميسم إلى أن تطبيق الفيدرالية في الوقت الحاضر سيعمل على اضعاف الحكومة المركزية، وقال لو طبقت الفيدرالية في الوقت الحالي، ومع وجود الاحتلال، فسيؤدي ذلك إلى ضعف الحكومة المركزية... مما سيولد الكثير من الانعكاسات السلبية. وجدد القيادي الصدري القول بأن التيار مع الفيدرالية في حالة خروج الاحتلال، وتقوية الحكومة (العراقية) المركزية في بغداد (1).
الملاحظ لا في الوسط ولا في الجنوب اثير موضوع الفيدرالية من قبل المنظمات والاحزاب السياسية والقيادات الدينية ولا حتى من الشارع.. وبقي الحال كذلك الى تاريخ 10/8/2004 اثناء معارك النجف حيث صرح فجأة سلام المالكي نائب محافظ البصرة ممثل مقتدى الصدر في البصرة عن انفصال محافظات الجنوب وهي البصرة والعمارة والناصرية عن العراق حيث قال تحديدا (ندعو الى انسحاب القوات الامريكية من النجف والاعتذار الرسمي من قبل اياد علاوى وحكومته للصدر والتيار الصدرى وتعويض الشهداء والمتضررين من جيش المهدى.. وإذا لم تتم الاستجابة لهذه المطالب فأننا نهدد بانفصال البصرة والعمارة والناصرية واقامة اقليم الجنوب)
الدعوة الصدرية فسرت في ذلك الوقت على انها:
1. مبادرة لتقسيم العراق.
2. طريقة لضم الجنوب العراقي الى دولة إيران الإسلامية.
3. وللتهيؤ لمشروع التقسيم, قام التيار في حملة ترويج الفيدرالية ورفع صور لكل من السيد الخميني والخامنئي في تظاهراتهم وفي الأماكن العامة.
4. اعلان التيار نفسه حامي الجنوب مستغلا معاناتهم وفقرهم وحرمانهم, وان الفيدرالية كفيل بحمايتهم من الإرهاب الأسود الذي ضرب البلاد من قبل التكفيريين (2).
اما الجهة الأخرى التي وقفت بالضد من مشروع السيد الحكيم فكان السيد نوري كامل المالكي , رئيس الوزراء آنذاك والذي اعتبر مشروع السيد الحكيم مشروعا " يعمل على تقسيم العراق طائفيا", مشيرا الى ان ذلك " لا يقره الدستور العراقي الذي ينص على التقسيم الفيدرالي الذي لا يقوم على الطائفية".
من جهته، أعرب سامي العسكري عضو مجلس النواب العراقي عن (الائتلاف العراقي الموحد) عن اعتقاده بأنه من الصعب تطبيق الفيدرالية من الناحية العملية, على الرغم من إمكانية تطبيقها من الناحية القانونية، لافتا إلى وجود خلاف على كيفية تطبيق الفيدرالية، حتى بين الأوساط الشيعية في العراق.
وقال العسكري، الذي ينتمي إلى كتلة المستقلين داخل (الائتلاف الموحد)، في اتصال مع (أصوات العراق)، لا توجد مشكلة في تطبيق الفيدرالية من الناحية القانونية، لأنها أقرت في الدستور العراقي... لكنه من الناحية العملية نحن بحاجة إلى شوط لا بأس به من أجل تطبيقها. وأوضح أن قانون المحافظات، لم يتم إقراره بعد في مجلس النواب، كما أن انتخابات مجالس المحافظات لم تبدأ، مشددا على أنه لا بد من تهيئة الأرضية القانونية والموضوعية لإقامة الإقليم.
وأضاف العسكري، هناك آراء متنوعة بشأن تشكل الإقليم, ويوجد ثلاثة آراء على الساحة الشيعية في هذا الخصوص... الأول يتبناه المجلس الأعلى الإسلامي، الذي يتزعمه السيد عبد العزيز الحكيم، وينادي بتشكيل إقليم الوسط والجنوب... الذي يتكون من تسع محافظات، والبعض الآخر يميل إلى فيدرالية المحافظات... بأن تكون كل محافظة إقليما مستقلا بذاته (كما ينادي بذلك حزب الفضيلة الإسلامي)، والرأي الثالث يطالب بأن تكون هناك فيدرالية تضم من ثلاث إلى أربع محافظات.
وكان عضو مجلس النواب عن (حزب الفضيلة الإسلامي) باسم شريف قال لـ (أصوات العراق )، إن الظرف في الوقت الحاضر غير مهيأ لتطبيق الفيدرالية، معتبرا أن تشكيل أقاليم كبيرة يحتاج إلى مقدمات صحيحة، وأن تلك المقدمات لتطبيق الفيدرالية غير متوفرة في الوقت الحاضر في البلاد.
وشدد شريف، تعليقا على دعوة عمار الحكيم، على أن تطبيق الفيدرالية إذا حدث، فيجب أن يكون على أساس إداري... وليس على أساس طائفي، رافضا الفيدرالية التي تؤدي إلى تقسيم العراق.
كما اعتبر حسام العزاوي عضو البرلمان عن (القائمة العراقية الوطنية)، التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، أن تطبيق الفيدرالية في الوقت الحاضر سيعمل على تنامي الصراعات الطائفية والحزبية في البلاد.
وقال العزاوي، إن الدستور العراقي الحالي كفل الفيدرالية... ولكن الظروف السياسية والأمنية لا تساعد على تطبيقها في الوقت الحاضر، داعيا إلى تأجيلها إلى حين استكمال بناء الدولة العراقية على أساس وطني، مشيرا إلى أن الفيدرالية لا تلقى تأييدا من معظم الكتل السياسية، ومنها القائمة العراقية (3).
.
1. صباح جاسم , الفيدرالية حق دستوري ام مغازلة لمشروع تقسيم العراق, شبكة النبأ المعلوماتية
Annabaa.org/nbanews/66/419.htm
عمار الحكيم يطالب بتسريع تشكيل الأقاليم, الاتحاد , 14 تشرين الأول 2007.
2. نوري العلي ,الترويج للفيدرالية جنوب العراق, الحوار المتمدن, 5 تشرين الأول 2004.
3. انظر الى رقم 1.
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |