![]() |
غلق | | مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربي | |
![]() |
خيارات وادوات |
خليل قانصوه
2023 / 1 / 14
من البديهي أن الدولة الإسرائيلية أنجزت خطوات عديدة و كبيرة من المشروع الإستعماري الإستيطاني في سورية و العراق ، يمكننا القول أنها أقفلت بالكامل أو تكاد ملف اللاجئيين الفلسطينيين الذين مضى على نزوحهم وقت طويل ، فالهجرة الجغرافية تتضاعف لدى أبناء المهاجرين من الجيل الثالث بثقافة البلاد التي ولدوا فيها أي ثقافة ما يسمى عرفا " ثقافة الأرض " تمييزا عن " ثقافة الدم " . تجدر الملاحظة هنا إلى أن السلطات الإسرائيلية استطاعت إلى حد كبير تعطيل أو بالأحرى تقطيع " ثقافة الأرض " المشتركة في سورية و العراق ، و هي أصلا ذات نسيج هش نتيجة العصبيات المختلفة ، تبدى ذلك في انخراط الفلسطينيين " اللاجئيين " في أكثرالأحيان في الإقتتال الداخلي ذي الخلفية العصبية أو الدوافع الإسترزاقية ، الذي شهدته الأقطار في سورية و العراق ، و لا بد في سياق التأقلم الثقافي ، من أن نأخذ الحسبان أيضا أن الإنتشار الفلسطيني لم يبق محصورا ضمن حدود بلدان الجوار .
مجمل القول أن السلطات الإسرائيلية لا تملك في الواقع وسائل لترحيل الفلسطسنيين من فلسطين غير تدمير أقتصادهم الإنتاجي ( مصادرة أراضيهم الزراعية ، و قطع اشجارالزيتون و غيرها) و قتل شاب أو شابين فلسطينيين يوميا ، تعسفا و إرهابا ، فعلى الأرجح أن الظروف ليست متوافرة من أجل استغلال نتائج الحروب الدموية و التدميرية و الإقتصادية و ترحيل موجات إضافية من الفلسطين ، هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن مشاريع إعادة رسم " خريطة الشرق الأوسط و تجديده " و إقامة دولة جديدة ( إبراهيمية ) يسكنها الفلسطينيون ما تزال في طور الإجتهادات النظرية . علما أن أهل الشرق مستهلكون نهمون للنظريات أيّا كان مصدرها أو أصلها .
استنادا عليه ، ليس مستبعدا امام الأفق المسدود ، أن تتفاقم الأمور و تتفجر انتفاضات جماهيرية ، يعجز حلفاء اسرائيل و عملاؤها ، في فلسطين و في محيطها ، عن إخمادها ، إلى أن تصل رسالتها الحقيقية إلى الإسرائيليين اليهود و إلى شعوب الدول الغربية المشاركة مع السلطات الإسرائيلية في مشروع الإستيلاء على سورية و العراق . تحسن الإشارة بالمناسبة ، إلى أن مشروع مقاطعة المنتوجات الإسرائيلية في الضفة الغربية و الجولان ، يقلق و يخيف السلطات الإسرائيلية إلى أبعد الحدود ، مما حدا بها إلى الطلب من اصدقائهاا و من أجهزة الدعاية في الدول الغربية ، التصدي له لأنه يسلط ضوءا كاشفا و دائما على "إحتلال " إسرائيل لاراضي الغير .
ينبني عليه أنه يقع على الفلسطينيين في فلسطين ، دور كبير في مراجعة تاريخهم النضالي الطويل ضد الإستعمار الغربي ممثلا بالحركة الصهيونية ، لاستخلاص العبر و إدخال التعديل و التصحيح اللازمين على برنامجهم ليكون حقيقة برنامج تحرر وطني هادف إلى انتزاع حقهم الكامل بأن يكونوا فلسطينيين في الفلسطينيين ،كما صار الجزائريون جزائرين في الجزائر و الأفارقة أفارقة في جنوب إفريقيا. فلقد آن الأون لأن تكون الرسالة الفلسطينة مقروأة ومفهمومة ، أي مكتوبة بأيدي فلسطينية و مباركة من الفلسطينيين أنفسهم ومن أتصارهم الأحرار. فما كان مؤملا قبل حرب 1967 سقط و خاب ، و ما أسفرت عنه حرب 1973 هي معطيات مفصلية لا يجوز التغاضي عنهم .
تعليقات
حول الموضوع
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي المركز وإنما تعبر عن رأي أصحابها |
|
هل ترغب بالتعليق على الموضوع ؟ |
إشترك في تقييم هذاالموضوع تنويه ! نتيجة التصويت غير دقيقة وتعبر عن رأى المشاركين فيه |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
جيد جدا
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
النتيجة : 100% | شارك في التصويت : 1 |