سيرة روزا لوكسمبورغ الذاتية

توني كليف
2019 / 1 / 10

توني كليف.
ترجمه‫ الى العربية‫:‬ وليد ضو
‫:‬
ولدت روزا لوكسمبورغ في مدينة زاموسك الصغيرة يوم 5 آذار/مارس 1871. منذ بداية شبابها نشطت في الحركة الاشتراكية. فقد انضمت إلى حزب ثوري يدعى "بروليتاريا"، الذي تأسس عام 1882، أي قبل 21 سنة من تأسيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي (البلشفي والمنشفي). منذ البداية كان حزب "بروليتاريا"، في مبادئه وبرنامجه، متقدما خطوات عن الحركة الثورية في روسيا. في حين اقتصرت الحركة الثورية في روسيا على الأعمال الإرهابية الفردية التي يقوم بها عدد من المثقفين المغامرين، كان "بروليتاريا" ينظم ويقود الآلاف من العمال خلال الإضراب. عام 1886، تلقى "بروليتاريا" ضربة كانت عمليا شبه قاضية عبر إعدام 4 من قادته وسجن 23 آخر لمدة طويلة مع الأشغال الشاقة، ونفي أكثر من 200. نجت مجموعة صغيرة من ذلك، ومن بينهم كانت روزا لوكسمبورغ التي انضمت إليهم عن عمر 16 سنة. عام 1889 لاحقتها الشرطة، فاضطرت إلى مغادرة بولندا، اعتقد رفاقها أنها ستكون مفيدة في العمل من الخارج مما لو كانت في السجن. فذهبت إلى سويسرا، وتحديدا إلى زيوريخ التي كانت مركزا مهما للهجرة البولندية والروسية. فدخلت إلى الجامعة وتعلمت العلوم الطبيعية والرياضيات والاقتصاد. ولعبت دورا نشيطا في الحركة العمالية المحلية وفي الحياة الفكرية القوية للمهاجرين الثوريين.

لم يمض أكثر من بضعة سنوات حتى جرى الاعتراف بروزا لوكسمبورغ كالزعيمة النظرية للحزب الاشتراكي الثوري في بولندا. وقد أصبحت المساهمة الرئيسية لمجلة الحزب، حال العمال (Sprawa Rabotnicza)، التي تصدر في باريس. عام 1894 تغير اسم حزب "بروليتاريا" ليصبح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمملكة بولندا؛ بعد ذلك بوقت قصير أضيفت ليتوانيا إلى الاسم. واستمرت روزا قائدة نظرية للحزب (SDKPL) حتى نهاية حياتها.

في شهر آب/أغسطس عام 1893 مثلت الحزب في مؤتمر الأممية الاشتراكية. هناك، وكشابة عمرها 22 سنة، كان عليها أن تتعامل مع المناضلين المعروفين لحزب بولندي آخر، الحزب الاشتراكي البولندي، الذي كان هدفه الرئيسي تحقيق استقلال بولندا والذي نال تأييد جميع الزعماء المحنكين في الأممية الاشتراكية. وكان لتأييد الحركة الوطنية في بولندا ثقلا كبيرا خلفه: ماركس وإنجلز، عبر جعله هدفا رئيسيا لسياستهما. دون أن تخشى من كل ذلك، استهدفت روزا لوكسمبورغ الحزب الاشتراكي البولندي، متهمته بنزعة قومية واضحة وقابليته لتحييد العمال عن طريق الصراع الطبقي؛ فتجرأت على اتخاذ موقفا مغايرا للسادة القدماء وعارضت شعار استقلال بولندا. (للمزيد حول ذلك، راجع/ي: روزا لوكسمبورغ والمسألة الوطنية). وقد انهال خصومها عليها بالاتهامات المهينة، مثل تلميذ وصديق ماركس وإنجلز المخضرم، ويلهلم ليبكنخت، الذي ذهب إلى حد اتهامها بأنها عميلة للمخابرات القيصرية. ولكنها أصرت على موقفها.

وقد نمت فكريا بسرعة فائقة. وانجذبت بقوة إلى مركز الحركة العمالية العالمية، ألمانيا، حيث شقت طريقها منذ العام 1898.

وبدأت بالكتابة الدؤوبة، وبعد فترة أصبحت واحدة من المساهمين الرئيسيين في المجلة النظرية الماركسية الأهم في ذلك الوقت، الأزمنة الحديثة (Die Neue Zeit). مستقلة دائما في الحكم والنقد، حتى في ظل الهيبة الهائلة لرئيس تحريرها كارل كاوتسكي، "بابا الماركسية" كما كان يسمى، لم يمنعها من إبداء رأيها ما إن تصبح مقتنعة به.

انضمت روزا لوكسمبورغ بقلبها وروحها إلى الحركة العمالية في ألمانيا. كانت مساهمة منتظمة في عدد من الصحف الاشتراكية- وفي بعض الحالات رئيسة تحريرها- وقد خطبت في العديد من اللقاءات الجماهيرية ولعبت دورا فعالا في كل المهمات التي طلبتها الحركة منها. في كل خطبها ومقالاتها كانت أعمالا ابداعية أصيلة، حيث ناشدت العقل بدلا من العاطفة، وكانت دائما تفتح أمام قرائها آفاقا أوسع وأكبر مما كانوا يعرفونه من قبل.

في ذلك الوقت انقسمت الحركة في ألمانيا إلى اتجاهين أساسيين، الأول إصلاحي والثاني ثوري، مع تنام في قوة الأخير. كانت ألمانيا تتمتع بازدهار مستمر منذ ركود العام 1873. وقد تحسنت معيشة العمال بشكل مستمر وإن كان بشكل بطيء؛ وتنامت قوة النقابات والتعاونيات أكثر فأكثر.

بهذه الخلفية، فإن بيروقراطية هذه الحركات، إلى جانب تزايد التمثيل البرلماني للحزب الاشتراكي الديمقراطي، ابتعدت عن فكرة الثورة مقدمة قوة كبيرة لأولئك الذين يتبنون مبدأ الانتقال التدريجي أو الإصلاح. وكان إدوارد برنشتاين المتحدث الأساسي باسم هذا الاتجاه، أحد مريدي إنجلز. بين عامي 1896 و1898 كتب برنشتاين سلسلة من المقالات في مجلة الأزمنة الحديثة حول مشاكل الاشتراكية، وقد هاجم فيها بشكل متصاعد المبادئ الماركسية. وأدى ذلك إلى اندلاع نقاشات طويلة ومريرة. وكانت روزا لوكسمبورغ قد دخلت للتو في الحركة العمالية الألمانية، فهبت للدفاع عن الماركسية. ببراعة وبدافع رائع، هاجمت انتشار السرطان الإصلاحي في كتيبها، إصلاح أو ثورة اشتراكية. (للمزيد حول ذلك، راجع/ي: إصلاح أو ثورة).

بعد ذلك بوقت قصير، وفي عام 1899، دخل "الاشتراكي" الفرنسي ميلرند في حكومة ائتلافية مع حزب رأسمالي. وقد تابعت روزا لوكسمبورغ هذه التجربة عن كثب وحللتها ضمن سلسلة من المقالات الرائعة للتعامل مع الوضع ضمن الحركة العمالية الفرنسية بشكل عام، ومسألة الحكومات الائتلافية بشكل خاص (للمزيد حول ذلك، راجع/ي: إصلاح أو ثورة). بعد الفشل الذريع لماكدونالد في بريطانيا، وجمهورية فايمار في ألمانيا، والجبهة الشعبية في فرنسا خلال الثلاثينات والحكومات الائتلافية خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في البلد نفسه، من الواضح أن الدروس التي استقتها روزا لوكسمبورغ ليست فقط ذات أهمية تاريخية.

عامي 1903-1904 انغمست روزا لوكسمبورغ في جدال مع لينين، حيث سبق لهما أن اختلفا على المسألة الوطنية (راجع/ي: روزا لوكسمبورغ والمسألة الوطنية)، على مفهوم بناء الحزب، والعلاقة بين الحزب ونشاط الجماهير (راجع/ي: الحزب والطبقة).

في عام 1904، وبعد "إهانة القيصر" حكم عليها بالسجن لمدة ثلاثة أشهر، أمضت شهرا واحدا منهم وراء القضبان فقط.

عام 1905، مع اندلاع الثورة الروسية الأولى، كتبت سلسلة من المقالات والكتيبات للحزب البولندي، طورت فيها فكرة الثورة الدائمة، التي تم تطويرها بشكل مستقل من قبل تروتسكي وألكسندر بارفوس ولكن اقتصر تأييدها على عدد قليل من الماركسيين في ذلك الوقت. في حين كان البلاشفة والمناشفة، وعلى الرغم من الانقسام العميق بينهما، قد اعتقدوا أن الثورة الروسية كانت ستكون ثورة برجوازية، اعتبرت روزا لوكسمبورغ أنها ستتطور متجاوزة مرحلة الديمقراطية البرجوازية وإما أن تنتهي حتى يتولى العمال السلطة أو تصاب بهزيمة كاملة. وكان شعارها "ديكتاتورية البروليتاريا والفلاحين الثورية". (لم يكن عن عبث عندما ندد ستالين بلوكسمبورغ بعد وفاتها عام 1931 حين وصفها بأنها تروتسكية (1)).

ومع ذلك، أن تفكر وتكتب وتخطب عن الثورة لم يكن كافيا لروزا لوكسمبورغ. كان شعار حياتها "في البدء كان الفعل". وعلى الرغم من أنها كانت بحالة صحية سيئة في ذلك الوقت، دخلت عن طريق التهريب إلى بولندا الروسية في أقرب وقت كانت قادرة فيه على ذلك (في كانون الأول/ديسمبر 1905). في ذلك الوقت كانت ذروة الثورة قد تلاشت. لكن الجماهير كانت لا تزال ناشطة، لكنها باتت الآن مترددة في وقت كانت فيه الرجعية تطل برأسها. كانت كل الاجتماعات ممنوعة، ولكن كان العمال ما زالوا يعقدون اجتماعاتهم في معاقلهم، وفي المصانع. كل الصحف العمالية كانت ممنوعة، ولكن صحيفة حزب روزا لوكسمبورغ كانت تظهر على نحو يومي، على الرغم من طباعتها سرا. في 4 آذار/مارس عام 1906 اعتقلت وسجنت لمدة أربعة أشهر، في البداية في سجن ومن ثم في قلعة. بعد ذلك أطلق سراحها، بسبب ضعف صحتها وجنسيتها الألمانية، وطردت من البلاد.

ثورة 1905 في روسيا قدمت لروزا أفكارا لتصور تخيلته منذ بضعة سنوات: أن الإضرابات الجماهيرية- السياسية والاقتصادية- تشكل عنصرا أساسيا في نضال العمال الثوري من أجل السلطة، وهذا ما يميز الثورة الاشتراكية عن كل الثورات السابقة. فبلورت عندها هذه الفكرة على أساس تجربة تاريخية جديدة (راجع/ي: الإضراب الجماهيري والثورة).

وعندما تحدثت في هذا الشأن خلال ندوة علنية، اتهمت بـ"التحريض على العنف"، وقضت شهرين آخرين في السجن، هذه المرة في ألمانيا.

عام 1907 شاركت في مؤتمر الأممية الاشتراكية الذي عقد في شتوتغارت. وتحدثت باسم الأحزاب الروسية والبولندية، مطورة موقفا ثوريا ثابتا ضد الحرب الامبريالية والعسكرة (راجع/ي: النضال ضد الامبريالية والحرب).

بين عامي 1905 و1910 زاد الانقسام بين روزا لوكسمبورغ والقيادة الوسطية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، حيث كان كاوتسكي يمثل لسان حالها النظري. عام 1907 تخوفت روزا لوكسمبورغ من أن قياديي الحزب، على الرغم من اعتناقهم الماركسية، سيحجمون أمام وضع يتطلب عملا حاسما. وكانت الذروة عام 1910، مع قطيعة تامة بين روزا لوكسمبورغ وكارل كاوتسكي حول مسألة طريقة وصول العمال إلى السلطة. مذاك انقسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي إلى ثلاثة أجنحة: الجناح الاصلاحي الذي تبنى بالتدرج سياسة امبريالية؛ وما يسمى بجناح المركز الماركسي بقيادة كاوتسكي (الذي تلقبه الآن لوكسمبورغ بـ "زعيم المستنقع") الذي حافظ على راديكالية لفظية ولكن اقتصر عمله أكثر فأكثر على تبني البرلمانية في النضال؛ أما الجناح الثوري فكانت روزا لوكسمبورغ مصدر إلهامه الرئيسي.

عام 1913 نشرت روزا لوكسمبورغ عملها النظري الأكثر أهمية، "تراكم رأس المال: مساهمة في التفسير الاقتصادي للامبريالية". كان هذا الكتاب من دون شك واحد من أكبر المساهمات الأصيلة للنظرية الماركسية الاقتصادية منذ كتاب رأس المال. بغناها المعرفي وتألق أسلوبها وتحليلها واستقلالها الفكري الواضح، كان هذا الكتاب، كما قال ميهرينغ، كاتب سيرة ماركس، الأقرب إلى كتاب رأس المال من أي عمل ماركسي آخر. المشكلة المركزية أنه يدرس بأهمية نظرية وسياسية شديدة: ما هي آثار توسع تمدد الرأسمالية إلى مناطق جديدة ومتأخرة على التناقضات الداخلية وعلى استقرار النظام (لمراجعة تحليلنا لهذا العمل: تراكم رأس المال).

في 20 شباط عام 1914 اعتقلت روزا لوكسمبورغ لتحريضها الجنود على التمرد. وكان أساس هذا الاتهام خطابا لها أعلنت فيه: "إذا كانوا يتوقعون منا أن نقتل أخانا الفرنسي أو غيره من الأخوة الأجانب، إذاً دعونا نقول لهم: "لا، تحت أي ظرف من الظروف". في المحكمة تحولت من متهمة إلى مدعية، وخطابها الذي نُشِرَ لاحقا بعنوان "العسكرة والحرب والطبقة العاملة"، هو واحد من أكثر الإدانات الاشتراكية الثورية الملهمة بوجه الامبريالية. وحكم عليها بالسجن لمدة سنة ولكنها لم تعتقل فورا. وبعد مغادرتها قاعة المحكمة ذهبت فورا إلى لقاء جماهيري كررت خلاله دعايتها الثورية المناهضة للحرب.

عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى، ارتد، عمليا، معظم قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي لتبني ميلا وطنيا. في 3 آب/أغسطس عام 1914، قررت المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي التصويت لصالح قرار حرب حكومة القيصر. من بين 111 نائبا أظهر 15 نائبا فقط رغبتهم بالتصويت ضد الحرب. ومع ذلك، وبعد أن تم رفض طلبهم الحصول على إذن للقيام بذلك، وامتثلوا لانضباط الحزب، وفي 4 آب/أغسطس صوتت كامل المجموعة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي لصالح الحرب. بعد بضعة أشهر، في 2 كانون الأول/ديسمبر، خرق كارل ليبكنخت الانضباط الحزبي منحازا لضميره. كان صوته الوحيد ضد الحرب.

وكان قرار قيادة الحزب هذا بمثابة الضربة القاضية لروزا لوكسمبورغ. ومع ذلك، قالت أنها لن تفسح مجالا لليأس بأن يتسرب إليها. في اليوم نفسه، 4 آب/أغسطس، وفي وقت احتشد فيه نواب الحزب الاشتراكي الديمقراطي تحت لافتة القيصر، التقت مجموعة من الاشتراكيين في شقتها وقررت أن تباشر النضال ضد الحرب. المجموعة التي قادتها روزا لوكسمبورغ وكارل ليبكنخت وفرانز ميهرينغ وكلارا زيتكن أصبحت لاحقا عصبة سبارتاكوس. لمدة أربع سنوات، أغلبها من السجن، واصلت روزا قيادة وإلهام وتنظيم الثوار، محافظة على ارتفاع راية الاشتراكية الأممية (للمزيد من التفاصيل حول سياستها المناهضة للحرب، راجع/ي: النضال ضد الإمبريالية والحرب).

اندلاع الحرب قطع روزا لوكسمبورغ عن الحركة العمالية البولندية، ولكنها كانت راضية بعمق من واقع أن حزبها البولندي بقي مخلصا لمبادئ الاشتراكية الأممية.

وكانت الثورة الروسية في شباط/فبراير 1917 تحقيقا لسياسة روزا لوكسمبورغ المعارضة للحرب والمناضلة من أجل الإطاحة بالحكومات الامبريالية. بحماس شديد تابعت مجريات الأحداث من السجن، ودرستها عن كثب من أجل استخلاص الدروس للمستقبل. بدون تردد، أعلنت أن نصر شباط ليس نهاية النضال، إنما بدايته، وأن وحدها سلطة العمال ستضمن السلام. من السجن أصدرت النداءات المتتالية تدعو فيها العمال والجنود الألمان حتى يحذوا حذو إخوانهم الروس، وإسقاط النظام الحاكم والرأسماليين، وبالتالي، وفي وقت يخدمون فيه الثورة الروسية، عليهم في الوقت عينه منع أنفسهم من النزف حتى الموت تحت أنقاض البربرية الرأسمالية.

وعندما اندلعت ثورة تشرين الأول/أكتوبر رحبت روزا لوكسمبورغ بحماسة شديدة، مشيدة بها بأشد التعابير. في الوقت عينه، لم تعتقد أن الموافقة دون نقد لكل ما فعله البلاشفة سيكون في خدمة الحركة العمالية. وتوقعت بوضوح أنه إذا بقيت الثورة الروسية معزولة فإن عددا من التشوهات سيشل تطورها؛ وعند بداية نشوء روسيا السوفياتية، أشارت في وقت مبكر جدا إلى مثل هذه التشوهات، وخاصة بشأن مسألة الديمقراطية (راجع/ي: نقد روزا لوكسمبورغ للبلاشفة في السلطة).

في 8 تشرين الثاني/نوفمبر عام 1918 حررت الثورة الألمانية روزا لوكسمبورغ من السجن. بكل طاقتها وحماسها ارتمت في أحضان الثورة. للأسف كانت قوى الرجعية قوية. انضم الجناح اليميني من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي وجنرالات الجيش القيصري القديم للقوى القامعة للطبقة العاملة الثورية. فقتلوا الآلاف من العمال؛ وفي 15 كانون الثاني/يناير عام 1919 قُتِل كارل ليبكنخت. في اليوم نفسه، حطم أحد الجنود بكعب بندقيته جمجمة روزا لوكسمبورغ.

بمقتلها خسرت الحركة العمالية الأممية واحدة من أنبل أرواحها. انطفأ "أجود الأدمغة من بين الخلفاء العلميين لماركس وإنجلز"، كما قال ميهرينغ. في حياتها ومماتها أعطت كل شيء من أجل تحرر الإنسانية.

-

هذا النص هو الجزء الأول من كتيب توني كليف: روزا لوكسمبورغ، الصادر عام 1959 (الذي أعيدت مراجعته عام 1969) في العدد الثاني والثالث من دورية الاشتراكية الأممية.

-

الهوامش:

(1) See J.V. Stalin, Works, vol.XIII, pp.86-104.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي