مقترح إستحداث: مركز كوردستاني للتخطيط الحضري و الإقليمي في إقليم كوردستان العراق

عبدالباقي عبدالجبار الحيدري
2011 / 12 / 10



لقد ادت عملية التمدن(التحول من طراز الحياة الريفية إلى الحياة الحضرية) إلى نمو المدن نمواً سريعاً لم يعرفه تاريخ البشرية من حيث نمو مساحة المدينة الواحدة و عدد سكانها و ازدياد عدد المدن ، ويجري هذا النمو إلى حد كبير بصورة عشوائية يلتهم الأراضي المحيطة بها، سواء كانت زراعية ام غير زراعية، ويطرح هذا (النمو السرطاني للمدن)عدداً من المشاكل التي تحتاج إلى حلول ومنها مشاكل النقل وحركة المرور المعقدة، و الصحة العامة، وخدمات البنى التحية، والخدمات الثقافية، وتفقد كثير من المدن بذلك هويتها فضلاً عن المشاكل و الامراض الإجتماعية و السيكولوجية التي تعاني منها.
ويمكنى القول ان المدن تعيش منذ الحرب العالمية الثانية أزمات حادة تستدعي البحث عن تدابير فعالة وسريعة تتطلب القيام بخطوات معقدة ومكلفة لمعالجة هذه الازمات.
وفي القرن الحادي العشرين، عصر التطور العلمي والتقني السائر بسرعة فلكية،عصر الاتصالات والمعلوماتية،عصر المتغيرات السياسية و الإجتماعية التي تبدو للمتشائم و كأنها خطوات إلى الوراء، ويراها المتفائلون الواثقون أنها محصلة مسيرة التاريخ إلى الامام دوماً، تصحيحاً للمسار و تمهيداً لإنطلاقة اكبر على سكة سليمة واثقة نحو مستقبل واعد، لان التاريخ لايتوقف الا ليلتق انفاسه و يستعد لحث الخطى من جديد،في هذه الظروف تنتصب امام مسؤولي تنظيم المدن مهمام متنوعة ومعقدة في تخطيط المدينة العصرية وبنائها،مهمات اقتصادية،و اجتماعية،و سياسية،وتقنية،و فنية،و سيكولوجية، يكمن في اساسها الاهتمام بسعادة الانسان ورفاهيته.
يأتي مقترح إستحداث مركز تخصصي يعني بالتخطيط الحضري و الاقليمي في كوردستان نتيجة الشعور بالحاجة الملحة للإقليم إلى كودار متخصصة في إختصاص التخطيط الحضري و الاقليمي في ظل النهضة الشاملة التي يمر بها في المجالات كافة،و من المؤمل ان يمنح هذا المركز(في حالة إقرار هذا المقترح)شهادة(ماجستير علوم في التخطيط الحضري و الاقليمي)،يمكن ان تتطور بالتدريج لافتتاح دراسة الدكتوراه لاحقاً.
يتم تحديد خطة القبول و عدد المقبولين في المركز بحسب حاجة دوائر و مؤسسات حكومة الإقليم و مجتمعه للمخططين في المجالات العمرانية، و البيئية،و الإقتصادية و الإجتماعية، والصناعية، و السياحية،و المرورية، و الموارد الطبيعية، وغيرها.

ان أمثلة هذا المركز المقترح منتشرة في كثير من الدول، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
- مركز التخطيط الحضري و الاقليمي- جامعة بغداد.
- مركز الدراسات التخطيطية و العمرانية في القاهرة.
- كلية التخطيط الحضري و الاقليمي بجامعة البلقاء - الاردن.
- معهد التخطيط الحضري و الاقليمي في جامعة دورتموند - المانيا.
- كلية التخطيط الحضري و الاقليمي في تورينو - ايطاليا.
- مركز الدراسات الحضرية و الاقليمية في جامعة شمال كارولينا - أمريكا.
- مركز الدراسات الحضرية و الاقليمية في جامعة مشكن- أمريكا.
- مركز دراسات التنمية الحضرية و الاقليمية في جامعة نيو كاسل ابو تاين- بريطانيا.
- مركز الدراسات الحضرية و الاقليمية في جامعة برمنكهام/بريطانيا.
- مركز الدراسات الحضرية و الاقليمية في جامعة دبلن.

ولكي يحقق التخطيط أهدافه بفاعلية يتوجب توفّر أداتين أساسيتينله:
1- التمويل المالي.
2- الأرضية القانونية متمثلة بالقوانين و التشريعات التخطيطية.

وفي الدول المتقدمة وبعض الدول النامية يوضع الجهاز التخطيطي فيها قريباً من صنع وإتخاذ القرارات لتقترح و تساعد في تحديد أفضل البدائل الممكنة المنسجمة مع واقع و امكانات الحكومة بعلميه، و أنسجاماً مع ما تقدم تقترح هذه الدراسة أن يتولى رئيس مجلس وزراء حكومة الإقليم منصب الرئيس الفخري لمجلس المركز.
الأهداف:
1-إن توجه الإقليم إلى تنمية شاملة تحتاج إلى كادر تخطيطي كفوء في مختلف المجالات من المؤمل ان يوفره هذا المركز بعد إنطلاقه بعدة سنوات.
2-الحاجة لنشر الوعي التخطيطي عن طريق اقامة دورات التعليم المستمر للكادر الوظيفي في المؤسسات الحكومية الآتية ذات الصلة:
- وزارة التخطيط.
- وزارة البلديات.
- وزارة الاسكان.
- وزارة الصناعة.
- وزارة السياحة.
- وزارة البيئة.
- وزارة الصحة.
- وزارة الثقافة.
- وزارة النقل.
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
3- توفير قاعدة معلومات تخطيطية لإعداد المخططات الأساسية للمدن و القصابات، وتأشير إتجاهات توسعها المستقبلي، وتحديد حاجتها إلى خدمات البنى التحتية و الفوقية، إذ ان الكوادر التي سيخرجها المركز من أبناء الإقليم و على دراية بالخصائص الإجتماعية و الإقتصادية و الحضارية فيه، ولهم الحس و الشعور الكافي بالأنتماء إلى كوردستان و الوفاء لها، و هو ما يحقق الإكتفاء للإقليم ويسد حاجته إلى المكاتب و الشركات التخطيطية الأجنبية و هو ما كان السبب الرئيس لفشل المخططات الأساس Master Plans)) للكثير من المدن العراقية التي وضعت بايادي أجنبية حيث جاءت غير فاعلة نجم عنها مشاكل كثيرة لا زالت شاخصة حتى اليوم.
4- دراسة شبكة النقل و المرور في الإقليم لتحديد اسباب التضخم المروري الحالي، و اقتراح الحلول العلمية المتطورة لتجاوزها، والحد من مخاطرها.
5- تقديم خدمات المكتب الاستشاري التخطيطي لمؤسسات الحكومة و القطاع الخاص.
6- إعداد الدراسات الخاصة بالجدوى الإقتصادية للمشاريع الصناعية في الإقليم، وتحديد أفضل المواقع لها، مع تحديد مصادر التلوث البيئي في مدن الإقليم، وتقديم المعالجات المتطورة لتقليل آثارها استناداً إلى أحدث التقنيات المتبعة عالمياً.
7- إعداد الدراسات الخاصة بالتجديد الحضري في المناطق و المدن التاريخية للإقليم التي تعكس حضارة الشعب الكوردي و انجازاته عبر التاريخ في مختلف المجالات.
8- إعداد الفرق التخطيطية الخاصة بمراقبة التجاوزات على القوانين و التشريعات التخطيطية و المعمارية النافذة حالياً، ومراجعتها بشكل دوري على فترات معينة لتواكب التطورات الحاصلة في العالم في مجالات التخطيط الحضري و الإقليمي.
9- إعداد الدراسات الخاصة بالحفاظ على الموارد الطبيعية و السياحية و التاريخية في مناطق الإقليم وفقاً لأحدث الأساليب العلمية.

حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجر
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امي